يجب أن نتوقف قليلاً - أو كثيراً - أمام كلام الشيخ "نبيل نعيم" مؤسس تنظيم الجهاد حول حصول جماعة الإخوان خلال فترة حكمهم علي بيانات ضباط الشرطة والاحتفاظ بها لدي حركة حماس!! هذا التصريح الخطير الذي أدلي به "نعيم" لقناة "ام. بي. سي. مصر" يجب ألا يمر مرور الكرام مثل غيره من الكلام المثير والغريب الذي يتردد حالياً. لأنه يعني ببساطة أن هذه المرحلة قد تم الإعداد لها بعناية شديدة. "الشيخ" تناول فيما قاله علاقة جماعة "أنصار بيت المقدس" المسئولة عن العمليات الإرهابية الأخيرة بالإخوان من ناحية وبحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من ناحية أخري. مؤكداً أن الثانية تتولي تدريب عناصر الجماعة!! الكلام يتسق بصورة كبيرة مع ما يجري الآن علي أرض الواقع من عمليات إرهابية لتصفية عناصر من الشرطة سواء من لهم علاقة بمتابعة نشاط الجماعة المحظورة والأنشطة الدينية عموماً أو غيرهم. كل الشواهد تؤكد أن جماعة الإخوان غيرت منهجها وتكتيكها في حربها مع الدولة. وأن مرحلة الاغتيالات التي تحدث عنها الرئيس السابق "محمد مرسي" لم تكن زلة لسان أو خطأ غير مقصود. "الجماعة" دخلت منذ عزل "مرسي" في معركة النفس الطويل مع النظام بهدف كسب الوقت وإرباك المشهد من خلال مظاهرات في أماكن متفرقة بالجامعات وغيرها لتشتيت الجهود وتصدير الأزمات للحكومة وإظهارها بصورة العاجزة قليلة الحيلة. وفي تحرك مواز لم تتوقف المعركة خارج البلاد عبر خطة ممنهجة ومدروسة. بدعم من واشنطن وأنقرة والدوحة وغيرها من العواصم التي ترتبط بشكل أو بآخر بعلاقات مصالح مع الإخوان. ثم جاءت الخطوة الأخيرة من السيناريو بتنفيذ مخطط الاغتيالات لبث الرعب في نفوس المواطنين خاصة أن تلك المرحلة تتزامن مع طرح الدستور للاستفتاء وهو ما قد يؤدي إلي حالة من الفوضي والقلق لدي الناس. إننا في حرب حقيقية مع أكثر من طرف وليس الإخوان وحماس فقط.. ولابد من مواجهة شاملة بلا تراخ أو تهاون حتي لو استدعي الأمر تشكيل حكومة حرب للتعامل مع الظرف الاستثنائي الراهن. وفي الوقت نفسه يجب اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لتأمين الضباط ذوي المناصب الحساسة ولا مانع من تغيير مقار إقامتهم مؤقتاً والحد من تحركاتهم خارج نطاق العمل.. والأهم إجراء تحقيق فوري والبحث عن مسربي تلك البيانات. لأنهم بمثابة "طابور خامس" في وزارة الداخلية!! ليس من الحكمة أن نظل نكابر ونقلل من قدر عدونا خشية اتهامنا بالضعف أو "عسكرة الدولة" أو التباطؤ في التحول الديمقراطي!! مصر أولاً.. وليذهب من نحاول إرضاءهم للجحيم. تغريدة: ليست القضية في أن تقول "نعم" أو "لا" المهم أن تشارك في الاستفتاء علي الدستور لتوجيه رسالة إلي العالم بأننا قادرون علي صنع مستقبلنا وحماية مقدراتنا. وأن مصر العريقة "أم الدنيا" لن تقبل بعد الآن وصاية من أحد.