ضج الشعب من هول ما سمع ورأي وقرأ عن الهزيمة المنكرة التي حلّت بمصر سنة ..1967 وعبروا عن سخطهم بالنكت والقفشات والتنذر علي الحال المايل الذي أصاب البلاد بعد هذه الكارثة.. ولكن كل هذا لم يستمر طويلا فقد انتهز الشعب فرصة الاعلان عن الاحكام التي صدرت بحق قادة سلاح الطيران واعتبروها اخف كثيراً من حجم الكارثة التي حاقت بالبلاد. وفي يوم 21 فبراير سنة 1968 بدأت المظاهرات في حلوان تحت سيطرة وترتيب الاتحاد الاشتراكي العربي وهو التنظيم السياسي الوحيد ولكن ما لبثت هذه المظاهرات ان خرجت عن السيطرة وامتدت لمعظم انحاء القاهرة والجيزة والإسكندرية تحت خلفية مؤقتة ان الاحكام التي صدرت ضد قادة سلاح الطيران "هايفة" ولكن الواقع انها اندلعت لاسباب متراكمة.. وكان الناس يطالبون بتغيير شامل في أسلوب الحكم وبمزيد من الجدية وعدم الفردية في إدارة الحكم. وعندما ازدادت اعداد المتظاهرين اطلقت الشرطة الاعيرة النارية وادي ذلك إلي وفاة اثنين من الطلاب واصيب عدد آخر من المتظاهرين والمارة.. بينما اصيب 21 ضابطاً و65 شرطياً و40 طالباً وكانت اصاباتهم من غير الأعيرة النارية.. وارتفعت الهتافات في البداية تنادي بطلب الافراج عن المعتقلين.. واطلاق حرية الرأي والصحافة وانشاء مجلس نيابي حر يمارس الحياة النيابية الحقة السليمة.. وطالبوا بابعاد المخابرات والمباحث عن الجامعات وسرعة اصدار قانون الحريات والعمل به والتحقيق الجدي في حادث العمال بحلوان وتوضيح حقيقة المسئولية في قضية الطيران وتوضيح اعتداء الشرطة علي الطلبة وظل الاعتصام في كلية الهندسة لمدة 6 أيام ثم انفض بوساطة بعض اعضاء مجلس الامة "الشعب حالياً" ومن الهتافات التي سمع بها الشعب ربما لأول مرة اثناء حكم عبدالناصر بعد عام 1954 "تسقط دولة المخابرات ويسقط دولة العسكرية وتسقط صحافة هيكل الكاذبة. لا حياة مع الارهاب. لا علم بدون حرية.. يا جمال الشعب هوه.. هوه.. اضرب الخونة بالقوة.. يا سادات.. يا سادات فين قانون الحريات.. يا شعراوي "وزير الداخلية" يا جبان راح فين عمال حلوان.. ووصف المستشار عصام حسونة وزير العدل في فترة من فترات حكم عبدالناصر بأنها اول مظاهرات تعرف باسم الانتفاضة. وازاء هذه المظاهرات الصاخبة وخشية عبدالناصر من استمرارها وانتشارها. سارع باصدار ما يعرف باسم بيان 30 مارس الذي تضمن تحقيق مطالب المتظاهرين.. طبعاً علي الورق. ومضت الاعوام.. ومات عبدالناصر وانتقلت السلطة لأنور السادات وقامت في عهده عدة مظاهرات أهمها مظاهرات 18. 19 يناير 77 التي ندد بها المتظاهرون بارتفاع الأسعار وهتفوا بأن سعر كيلو اللحم وصل إلي جنيه.. وتشابهت المطالب التي نادي بها شباب ثورة 25 يناير 2011 وباقي افراد الشعب بنفس مطالب مظاهرات .68 77 مع التركيز والاصرار علي مطلب واحد هو سقوط النظام بأكمله ويبدو ان هذا المطلب كان أمنية ايضاً في المظاهرات السابقة ولكن الخوف من والمعتقلات جعلها أمنية في قرارة نفس كل مواطن فقط!!