"رضا غازي".. مواطن مصري.. خريج مدرسة الحياة.. لا تتعدي مؤهلاته العملية الصف الثانيِ الثانوي ليس لضيق ذات اليد. ولكن لعدم قناعته بوجود قدوة علمية بمدارسنا ومؤسساتنا التعليمية ليقتدي بها علي حد قوله.. ورغم ذلك استطاع باختراعاته أن يشغل عضوية لجنة البحث العلمي والتكنولوجيا بالمجلس الاقتصادي الإفريقي ونادي العلوم بالأهرام والمؤسس لجمعية تكنولوجيا المخترعين.. وتعد "النانو ايجيبت" أحد اختراعاته الهامة كأول وأرخص سيارة مصرية موفرة للطاقة تتميز برفاهية الاستعمال ورخص الثمن وتستوعب خمسة أفراد. طار رضا غازي فرحاً بعدما استطاع تنفيذ نموذج سيارته بنجاح وتوقع استقبال المسئولين المصريين له في عهد ما قبل الثورة بحفاوة وإنطلق بخياله إلي حد تصوره تبني باكورة إنتاج السيارة في أحد مصانعنا المصرية وطرحها في السوق المحلي.. إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث!! حيث فوجيء بالاستهزاء والسخرية من اختراعة ورغم ذلك لم يصبه اليأس وأصر علي إستكمال حلمه لإنتاج السيارة بأيدي مصرية فتوجه للمسئولين بوزارتي البيئة والإنتاج الحربي ورؤساء مجالس إدارات بعض المصانع المصرية.إلا أن أحداً من هؤلاء لم يهتم به ففهم الرسالة التي جاءته بعنوان "ارحل" واستوعب السلبية التي قوبل بها اختراعه والتي كانت ولاتزال تهدف لإجبار العقول المصرية علي الهجرة باختراعاتها للخارج.. وهو ما اضطره لإنتاج السيارة مع إحدي الشركات الصينية بتكلفة 2500 دولار بالصين ويسعي حاليا لإنتاجها داخل مصر بعد حصوله علي موافقة الجانب الصيني بتكلفة حوالي 18 ألف جنيه لتكون أول سيارة مصرية شعبية تفي بمتطلبات المواطن المصري الكادح. ولتحقيق حلمه هذا لجأ للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بحكومة تسيير الأعمال بعد الثورة من أجل تبنيه لإنتاج سيارة النانو ايجيبت والتي حرص علي احتفاظ مصر بحق امتياز انتاجها كما حرص علي احتفاظة بالملكية الفكرية فهل من مجيب له.. هذا الخبر بلاغ من المساء للقائمين علي البحث العلمي والصناعة في مصر ومن قبلهم لرئيس الوزراء.. فهل ستظل عقولنا في حالة رحيل؟ وهل يمكن إنهاء تصر إجبار العقول المصرية علي الرحيل والهجرة.. أم سنكتفي فقط برحيل مبارك بعد الثورة!!