منذ صدور حكم القضاء الاداري بانهاء حالة الطوارئ عصر امس الاول وحتي كتابة هذه السطور وأنا أسمع ضجيجا ورفضا وأوهاما لا ادري لماذا.. وكأن الحكم كان صادما أو انه جاء علي غير موعد أو انه سيقلب الدنيا رأساً علي عقب أو كأن المدة بين صدوره والموعد المعلن سلفا لانهاء الطوارئ هي شهور وليست 24 ساعة فقط تحكمها اجراءات قضائية ملزمة. ماهذا الهراء يا سادة؟؟.. ألا يشغلكم شئ اكثر فائدة من هذه الخزعبلات؟؟.. الا توجد قضية واحدة في مصر تستحق الاهتمام سوي رفع حالة الطوارئ وانهاء حظر التجول؟؟!!! ثلاثة أشهر أعلنت خلالها حالة الطوارئ رسمياً.. ومع ذلك فان الواقع يؤكد ان قانون الطوارئ لم يطبق ولو لمرة واحدة.. فما الفائدة من استمرارها وما الضرر من رفعها؟؟ هناك من يطالب باستمرار سريان الطوارئ ويبرر ذلك بأنها سمحت بفرض حظر التجول مما جعل الشارع ينضبط ويكون اكثر امانا.. وهي في رأيي نظرة قاصرة لان الواقع يؤكد انه لا علاقة بين حظر التجول واستتباب الامن.. وهناك ثلاثة شواهد وحقائق لايجب إغفالها: * الاول.. أن الحظر بدأ باثنتي عشرة ساعة انخفضت إلي اربع ساعات من الواحدة بعد منتصف الليل حتي الخامسة فجرا فيما عدا يوم الجمعة فقط فتصل إلي عشر ساعات.. فهل الساعات الاربع طوال ستة ايام هي التي ضبطت وستضبط الشارع امنيا في حين ان هناك ثماني عشرة ساعة نهارية وليلية يمكن التظاهر خلالها في أي مكان..؟؟ * الثاني.. انه طوال فترة فرض حالة الطوارئ وتفعيل حظر التجول خرجت مظاهرات اخوانية كثيرة وان كانت ضعيفة.. كما اشتعلت الجامعات وحدث فيها ضرب بالاسلحة وتخريب لمباني بعض الجامعات مثل الازهر والمنصورة.. ومع ذلك لم يطبق قانون الطوارئ ولم يتم حظر مظاهراتهم "غير السلمية" رغم تدخل الامن لفضها مرتين. * الثالث.. اذا كان البعض يري في الطوارئ وحظر التجول فائدة.. فان الكثيرين يرون فيهما ضررا بالغا علي "أكل عيشهم" خاصة التجار واصحاب المحلات والسوبر ماركت والكافيهات والمقاهي والتي يتم "التشطيب" فيها قبل سريان الحظر بساعتين وأكثر حتي يتمكن العاملون والرواد من العودة لمنازلهم في توقيت مناسب. السؤال اذن: ماذا استفادت مصر واستفدنا من اعلان حالة الطوارئ التي يتباكي عليها البعض ويطالب باستمرارها؟؟.. يا هؤلاء.. الغالبية العظمي من الشعب ترفض اية قوانين واجراءات استثنائية إلا اذا خرجت الامور عن السيطرة لاقدر الله ولا أظن ان ذلك سيحدث لان الامن فعلا "صاحي" والجيش دائما مستعد والمواطن اصبح اكثر وعيا.. من حق أي انسان ان يتظاهر "سلميا" سواء كان من التيار المتأسلم أو ليبراليا وان يعبر عن رأيه في حرية تامة.. وأولي بالحكومة ان تشتغل بفكر ثوري متطور ومتحضر وبأيد فولاذية غير مرتعشة وعيون ثابتة علي الاهداف الوطنية لا "حول" فيها تجاه الشرق أو الغرب.. وان تغلظ العقوبات وتشدد الاجراءات وتضع الضوابط الكفيلة بالحفاظ علي الامن القومي وامن المواطنين والشارع ومن يخرج عليها- ايا كان- يطبق عليه القانون نصا لاروحا. نريد مصر دولة قانون طبيعي.. لا دولة فوضي أو قانون استثنائي.. الفوضي والقوانين الاستثنائية لهما مردود سلبي علي مجالات كثيرة في مقدمتها السياحة والاستثمار والتجارة.. وكلها في الحضيض.. كفي.