فريق العلماء السويسري الذي أعلن اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بدس مادة البلونيوم المشعة في طعامة . أكد القاعدة التي وضعتها دولة الاحتلال الإسرائيلي نهجاً لها منذ اغتصبت الأرض الفلسطينية. أبلغ شارون الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن أن حكومته ستصفي ياسر عرفات جسدياً . قال بوش في استغراب : وما يدفعكم إلي ذلك؟ واضح أن الله سيأخذه قريباً . قال شارون: ما سنفعله أننا سندفعه حتي نقربة من الموت! وتمثلت الدفعة الإسرائيلية في المادة المشعة التي دست في طعام عرفات . أدرك الرجل ما حدث . فقال لرفاقة : طالوني! . ودخل مستشفي فرنسياً . أعاده إلي رام الله جسداً . بلا روح . وإن ظلت روحه إلهاماً لأبناء فلسطين . ولأبناء الشعب العربي . وللمقاومة في العالم. قبل ذلك بعشرات الأعوام . بالتحديد في 1947. جرت مذبحة دير ياسين . بدت مؤشراً لسياسة الدولة "المزعومة" في قول مؤسسها دافيد بن جوريون : هذه المذبحة مهمة جداً لقيام دولة إسرائيل. كان الهدف نشر التقتيل والمذابح والحرائق والدمار . لإجبار شعب البلاد من الفلسطينين علي الفرار . ونسج أبشع مؤامرة تهجير في التاريخ الحديث. تواصل إرهاب الدولة فيما بعد. خطط له وشارك في صنعه قيادات الدولة. يضعون السلام في أفواههم. ويحصدون الأرواح بالسلاح في أيديهم. وتعددت المذابح في بحر البقر وأبو زعبل وكفر قاسم وصابرا وشاتيلا وغيرها في أرجاء الوطن العربي . وحيكت المؤامرات لاغتيال زعامات ومفكرين وعلماء مثل غسان كنفاني وأبو علي مصطفي والشيخ أحمد ياسين وأبو خليل الوزير والدكتور المشد وكمال ناصر . وقد اغتيل البعض بأيدي قيادات إسرائيلية . ومنهم إسحق رابين الذي حصل علي جائزة نوبل للسلام . وباراك الذي تخفي في عباءة امرأة ليقتل قيادات فلسطينية في بيروت وتونس . وشارون وبيريز مدبرا مذبحة صابرا وشاتيلا. القوائم - ليست مجرد قائمة واحدة - طويلة . تعبر عن حقيقة دولة إسرائيل . وإنها لم تقم فحسب علي الإرهاب والعنف . لكنها استمرت . ولاتزال تتواصل علي الإفناء والمحو . هذه هي سياستها الثابتة . وإن تحدثت عن السلام . وأدانت خصومة . باعتبار أنها ليست من هؤلاء الخصوم. في أول مؤتمر لبحث قضية فلسطين بين الأقطار العربية وإسرائيل . أظهر فاروق الشرع منشوراً إنجليزياً يدعو إلي القبض علي إسحاق شامير باعتباره إرهابياً مطلوباً . ورغم أن المنشور لم يصدر عن العرب فقد اتهمهم المفاوضون الإسرائيليون بإفشال المؤتمر. لكن السياسة الإسرائيلية لم تتبدل في اعتماد العنف والإرهاب والاغتيال . ولعلنا نذكر فرقة الاغتيال الكاملة - كما في أفلام السينما - التي سعت إلي حيث ينزل مناضل فلسطيني في أحد فنادق دبي . اغتالته . وفرت . إرهاب دولة بكل معني الدولة. هذه هي إسرائيل!