* المشكلة التي أود الحديث عنها اليوم هي مشكلة جاءت للباب من ثلاث قارئات.. لا واحدة منهن تعرف الأخري.. الأولي اتصلتپبالتليفون والثانية أرسلت رسالة.. أما الثالثة فجاءت لزيارتي ولكن إذا جمعتهن الثلاث مع بعضهن فستشعر أنهن ينطقن جملة واحدة.. المشكلة هي الرجل!! المشكلة مع الرجل ليست مشكلة بسيطة ولكنها حالة خرس زوجي.. الرجال الثلاثة أو الأزواج الثلاثة لا يتكلمون في البيت.. يدخلون من باب الشقة ليأكلوا ويناموا.. أو ليناموا من فورهم خاصة إذا كان أحدهم عائداً من بيت أهله. اختلاف التفاصيل يكاد يكون طفيفاً ولا تشعر به ولكن عصب المشكلة واحد. رجل لا يشعر بوجود زوجته.. رجل لاپيتحاور معها ينفق عليها القليل من مشاعره وكلماته والنتيجة حالة انفصال نفسي كل منهما يعيش في بوتقته أو شرنقته ولا يشعر بالآخر.. ثم يعاتب كل منهما الآخر لأنه لا يشعر به. تقول المشكلة أو باختصار عن المشاكل الثلاث إن الزوج بعد الزواج بفترة يكون متحدثاً لبقاً وسط الناس مع أصحابه.. أسرته.. وربما أسرة زوجته ولكنه إذا جلس في المنزل فهو شخص أخرس لا يكاد يتحدث إلا في النادر من القول.. مما دفع إحداهن إلي طلب الطلاق فعلاً وهذا صدم الزوج كثيراً واتهمها بالقسوة والخيانة. ** ولهؤلاء أقول: إن حالة الخرس الزوجي حالة متفاقمة وعلي الشريكين أن يتجنباها بشيء من الوعي والثقافة الزوجية أو ثقافة العلاقات الزوجية.. لأن الرجل مسئول عن سعادة زوجته النفسية والمادية والعاطفية.. كما هي مسئولة عن سعادته وراحته واطمئنانه. لذلك أقول هذا القول للرجال.. لأن المرأة بطبيعة حالها تميل للثرثرة واظهار مشاعرها.. أما الرجال فهم لا يهتمون بهذا للطبيعة الذكورية التي تهتم بالخطوط العريضة في الحياة ولا يهتمون بالتفاصيل الدقيقة التي إذا اجتمعت كونت ما يشبه شبكة العنكبوت التي تدمر وتمتص أي مشاعر ايجابية. لذلك أقول انتبهوا أيها الرجال فكلماتكم هي وقود مشاعر المرأة ويجب أن تمتلي تلك المشاعر لتسعد الأسرة كلها وليس الزوج فقط.. الرجل الذي يجد المتعة في الحديث مع الأصدقاء والأسرة والجامعات لابد أن يجد القدرة علي الحديث مع الزوجة لأنها هي التي تفتقد إلي شخص آخر يشبع هذا لديها وكل الأشخاص الآخرين لديهم من يشبع هذا لديهم أما الزوجة فليس لها إلا زوجها. وبالنسبة للمرأة عليها أن تكون عنصر جذب وليس عنصر طارد لرجلها وهذا لن يأتي إلا بالتجديد في الحوار وأن تخرج به عن حيز المشاكل ومن قال ومن جاء عليها أن تجد مادة حوار محترمة وجيدة لتتعامل بها مع زوجها وتثير شهيته للحديث وللتعاطف معها واسعادها. المسئولية مشتركة بين الاثنين لذا وجب عليكما كزوج وزوجة الجلوس مع بعضكما وبرجاء أن يأتي ذلك بهدوء ودون انفعال للتوصل للسعادة الحقيقية.