من دروس الهجرة حب الوطن والولاء والانتماء لله والعقيدة ثم الدفاع عنها وتجلي هذا في هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم عندما ودع مكةالمكرمة بكلماته الحانية قائلاً عند خروجه وهو ينظر إلي البيت الحرام "والله انك لأحب أرض الله إلي وانك لأحب أرض الله إلي الله ولولا أن أهلك اخرجوني منك ما خرجت".. أول الدروس هي أن من أخذ بالأسباب ووثق صلته بربه كان الله معه وناصره ومؤيده قال الله تعالي "فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً". إن ما أجراه الله تعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم من معجزات في هجرته كانت تمثل تأييد الله لرسوله صلي الله عليه وسلم وتثبيتاً لقلوب المسلمين الذين اتبعوه. وفي بناء المسجد توثيق للصلة بالله.. وفي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار توثيق لصلة المسلمين بعضهم ببعض.. وفي المعاهدة التي أبرم فيها الرسول أول وثيقة لحقوق الإنسان كان فيها توثيق لصلة المسلمين بغير المسلمين مما يثبت أن الإسلام من أول لحظة في تأسيس دولته كان يراعي حقوق المسلمين وحقوق غير المسلمين حيث شرط لهم وشرط عليهم وكفل حقوق الناس جميعاً من حرية العقيدة وحرية الرأي وحرمة المدينة ومحاربة الظلم والعدوان.. كما تعطي الهجرة درساً في أثر قوة الايمان وما تدعو إليه العقيدة الإسلامية من وحدة الصف وجمع الكلمة وتعاون المؤمنين حتي وصل هذا التعاون إلي درجة الايثار الذي خلد القرآن ذكره في آياته الكريمة.. لا تزال الهجرة بعطائها ودروسها تمد أمتنا الإسلامية بمزيد من الإيمانيات التي لها أكبر الأثر في انتصار الأمة الإسلامية وتدعو امتنا أن تعتصم بحبل الله جميعاً ولا تتفرق وأن تتعاون علي البر والتقوي وأن تحقق هويتها وخيريتها فهي كما وصفها القرآن "خير أمة أخرجت للناس". عادل يونس