لا يكاد يمر أسبوع واحد دون وقوع حادث إرهابي علي طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوي يروح ضحيته بعض ضباط وأفراد القوات المسلحة أو بعض ضباط وأفراد الشرطة. ويوم الأحد الماضي سقط شهيدان من الشرطة عندما هاجم مسلحون كانوا يستقلون سيارة "فيرنا" بالأسلحة النارية الحاجز الأمني الذي يقع بمنطقة "سرابيوم" علي هذا الطريق وهما المجند أحمد عبدالله عطية والعريف شرطة طاهر محمد طاهر. بينما أصيب ثالث ونقل إلي المستشفي. ولو عدنا إلي أرشيف العمليات الإرهابية التي وقعت علي هذا الطريق علي مدي عدة شهور لهالنا عدد من سقطوا من شهداء الجيش والشرطة مما يدل علي أن الإرهابيين يترصدونهم ويباغتونهم ويوقعون بهم خسائر في الأرواح ثم يفرون هاربين دون أن يتم التوصل إلي هويتهم. إن تكرار هذه الحوادث الإرهابية علي طريق الإسماعيلية يجعلنا نتساءل: لماذا لم يتنبه المسئولون الأمنيون لهذه الظاهرة ويعملون علي تفادي رجال الجيش والشرطة من التعرض لعمليات الغدر التي يقوم بها الإرهابيون؟! لماذا لم يتم رصد الجهات والأماكن التي تنطلق منها هذه العصابات ويتم القضاء عليها من المنبع؟! الواضح أن الإرهابيين يتخفون في سيارات عادية لا تلفت الانتباه. بدليل أنهم استخدموا في العملية الأخيرة سيارة "فيرنا". وكم من هذه السيارات تسير علي هذا الطريق دون أن تلفت الانتباه. وإذا كان الحديث النبوي الشريف يقول ما معناه: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" علامة علي أن المؤمن يجب أن يكون يقظًا حتي لا يؤخذ علي غرة.. وإذا حدث أن وقع في مأزق معين مرة يجب عليه أن يتنبه حتي لا يقع فيه مرة أخري.. ومن هنا نتساءل للمرة الثانية: لماذا لا يأخذ رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة حذرهم حتي لا يتعرضوا للهجمات الإرهابية؟! ولماذا لا يحصنون الأماكن التي يتمركزون فيها حتي لا تكون مكشوفة للهجمات الخاطفة؟! ولماذا لا يتم تمويه تنقلات رجال الجيش والشرطة علي هذا الطريق حتي لا يرصدهم الإرهابيون؟! إذا كنا سعداء بالضربات القوية والقاصمة التي وجهها رجال الجيش والشرطة للإرهابيين في سيناء مما أدي إلي انحسار هذه الظاهرة بطريقة ملموسة.. فإننا في نفس الوقت نطالب بمطاردة فلول الإرهابيين الذين فروا من سيناء تحت ضغط الضربات القاتلة إلي الإسماعيلية وبعض مدن القناة ليمارسوا نشاطهم في هذه المناطق. دماء أبناء القوات المسلحة وأبناء الشرطة غالية.. وكل نقطة تسيل من أي فرد منهم يجب ألا تذهب هدرًا. ويجب القصاص لهم بقسوة.. وهذا دور الجهات المعلوماتية التي تستطيع الوصول إلي مدبري ومنفذيِ هذه العمليات علي هذا الطريق. أصبحت لدينا عقدة من طريق الإسماعيليةالقاهرة الصحراوي من تكرار العمليات الإرهابية عليه حتي صرنا نسميه طريق الموت والغدر!! من هنا وجب الانتباه.. ووجب الحذر.