غدا تمر الذكري السادسة والتسعون لوعد بلفور المشئوم والذي تعهدت فيه بريطانيا - والولايات المتحدة التي شاركت في صياغته وان لم يظهر اسمها عليه - بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد في صورة خطاب موجه الي حاييم وايزمان استاذ الكيمياء في جامعة مانشستر البريطانية بصفته رئيسا للاتحاد الصهيوني البريطاني - وأول رئيس لاسرائيل فيما بعد - بتوقيع ارثر بلفور وزير خارجية بريطانيا. وفي تلك الذكري المشئومة. ينبغي علينا التوقف عن ترديد العبارة التقليدية "اعطي من لا يملك وعدا لمن لا يستحق" ذلك ان الوعود لا تصنع دولا .لا بد ان نعترف ان اليهود لم يعتمدوا علي هذا الوعد وانما مضوا بجدية في جهودهم لإقامة تلك الدولة حتي تم لهم ما أرادوا علي أرض الشعب الفلسطيني وأشلائه في 15 مايو 1948 ولابد من الاشارة أيضا إلي أن الشعب الفلسطيني لم يكن مغيبا عما يدبر لبلاده كما يفتري عليه البعض . بل كان اكثر وعيا مما يتصور الكثيرون. فقد بدأت النداءات تحذر من الهجرة اليهودية إلي فلسطين. ووقعت مصادمات دامية في يافا عام 1880 بين فلسطينيين ويهود ألمان هبطوا من باخرة علي ساحل يافا وسقط عدد من الشهداء. وعمل الفلسطينيون بجدية في حدود إمكانياتهم لدرء ذلك الخطر. لكن الفرق ان اليهود وجدوا من يساعدهم لإقامة دولتهم. بينما لم يجد الفلسطينيون المساعدة المطلوبة فكانت المأساة.