لقد انقضي عام هجري ولم يتبق منه سوي ساعات وذهب يشكو إلي الله ما رأي من تقصيرنا في حق ديننا وتلهفنا علي دنيانا وسعينا إلي ما ليس من حقنا مع أن الرزق مقسوم والأجل محتوم وهو عند الله معلوم. كل مفقود عسي أن تسترجعه إلا الوقت فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه إنسان.. فالوقت هو عمر الإنسان وهو يغالي بالوقت مغالاة شديدة ولسوف يسأل الإنسان عن الوقت والمال والشباب والصحة قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علم علمه ماذا عمل فيه".. ولذلك قيل في الأمثال الشهيرة المعبرة عن قيمة الوقت والتي لانزال نرددها حتي اليوم "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك". ولقد اهتم الدين بالوقت فلقد أقسم الله بالوقت في العديد من آيات القرآن الكريم ليبين لنا مدي الأهمية البالغة لهذه القيمة في حياة الإنسان.. فقد أقسم بالفجر وبالضحي والعصر والليل والنهار وكلها تمثل أجزاء من الوقت والله لا يقسم بشيء دون أن تكون هناك حكمة بالغة وراء ذلك يراد تعليمها للناس. إن قضية الوقت قضية حياتية مصيرية ومن هنا فنحن في أشد الحاجة إلي عودة الوعي بقيمة الوقت وأهميته البالغة في حياة الناس أفرادا وجماعات حتي ننهض بأمتنا ونتقدم بمجتمعاتنا.. قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". الشيخ حاتم عبدالخالق إمام وداعية بوزارة الأوقاف