الحاج محمد سوهارتو رئيس جمهورية اندونيسيا الثاني توفي دون محاكمة رغم انه اتهم بسرقة 45 مليون دولار جمعها من دم الشعب الاندونيسي. مات سوهارتو في المستشفي عن عمر يناهز السادسة والثمانين لانه كان مريضا لدرجة تحول دون محاكمته وقبل ان يدخل المستشفي قال سوهارتو في بيان صحفي ان كل ما يقال عنه ليس صحيحاً وليس لديه ارصدة أو اموال في الداخل أو الخارج. الحاج محمد سوهارتو حكم اندونيسيا 32 سنة من 1966 إلي 1998 قتل خلال فترة حكمه مالا يقل عن نصف مليون أندونيسي وتفنن جلادوه في تعذيب الشعب واشاعوا الرعب ولم يقدر احد في اندونيسيا ان يبحث عن شخص مفقود أو حتي يزور قبور الضحايا وعندما أطيح به دخل المستشفي ولم يجد من يصلي من أجل شفائه سوي فتيات الليل حيث اقمن الصلاة بجوار المستشفي الذي كان يعالج فيه في جاكورتا العاصمة. كانت فتيات الليل وغلمات البارات اكثر فئات المجتمع الاندونيسي امتناناً له فقد حسن شروط عملهن ووفر لهن الامن والامان وفي كتاب لصحفي استرالي شهير اسمه جون يلجر صاحب كتاب "حكام العالم الجديد" أوضح ان منظمة العفو الدولية لديها ملفات ضخمة بالشهادات والادلة علي سجل سوهارتو البشع في القتل والتصفية والابادة.. كان جزاراً وسارقاً الا ان الغرب كان يقول عنه انه "جزارنا".. المهم مات سوهارتو كما يموت كل البشر واعدوا له جنازة مهيبة.. قالوا ان عقاب عند الله وعقابه وحسابه في الاخرة جنازة طويلة عريضة. نثروا فيها طنين من زهور الياسمين ومائة كيلو جرام من الورود الحمراء وكان في مقدمة الجنازة بجوار بعض المسئولين فتيات ليل تم انتقاؤهن وغلمان البارات وثلة من اللصوص ثم فيما بعد محاكمتهم بتهم مختلفة حول الفساد وصفقات تجارية مشبوهة ويترحم الاندونيسيون علي الحاج محمد سوهارتو حتي الآن.