** الدكتور "أحمد سخسوخ" الكاتب والناقد المسرحي والعميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية أثري الحركة المسرحية والثقافية بما بقرب من 60 كتاباً في الابداع والمسرح والثقافة ترجم أشهر أعمال المسرح الالماني للعربية.. سألناه عن رأيه في الحركة المسرحية الآن قال: الحركة المسرحية في مصر لا تختلف عما كانت عليه قبل قيام ثورة 25 يناير 2011 بل هي اسوأ مما كانت عليه قبل الثورة لتردي مؤسسات الدولة وعدم وجود خطة علمية تتوازي مع موجتي الثورة في 25 يناير 2011 و30 يونيه 2013 مضيفاً: لا تزال مسارح الدولة مهجورة وبعضها تم صرف أكثر من 500 مليون جنيه عليها وما تزال الشركة المسئولة عن الترميم تطالب بملايين تتوازي مع ما تم ما صرف عليها وهو مبلغ كان يمكن ان نبني به عشرات المسارح وليس ترميم مسرح واحد دون ان يطل علينا مسئول يوضح هذه الاشكالية وهو يحدث في كثير من مؤسسات الدولة. ناهيك عن عدم وجود خطة علمية تقدم اعمالاً تتوازي مع موجتي الثورة ويعبر عنها.. انما هناك "ريبورتوار" الماره يقدم تلك الاعمال التي كانت موجودة في الخطة قبل الثورة. واستطرد علماً بأن المسرح هو النبض الحقيقي لأي مجتمع يعبر عنه ولا ينفصل عن المجتمع كما حدث في كل المجتمعات عبر التاريخ. ويضرب مثالاً بعدة دول في هذا المجال: المسرح في فرنسا في اربعينيات القرن الماضي كان يقاوم الاحتلال الالماني. المسرح في روسيا أثري الثورة عام 1917 حيث كان يتوجه لجموع الشعب ليطرح فعاليات الثورة واهدافها. كما ان المسرح في ألمانيا أثري ثورة الفلاحين عام 1918 وكانت عروضة بعيداً عن نبض الثوار والجماهير. ويضيف: في بلادنا تستمر فعاليات الثورة عبر 3 سنوات دون ان تكون هناك اعمال تتوازي مع ما قدم عنها في كثير من الاحيان يسئ إليها دون أن يعبر عن نبضها. الم يحدث تطور ونقلة للمسرح بعد الثورة؟ هناك بعد الثورة من ترأس هيئة المسرح يحدثوننا عن الرقابة وللاسف الغيت أثناء ادارتهم للمسرح اعمال مسرحية مهمة مثل عرض بلقيس. الذي كتبه محفوظ عبدالرحمن واخرجه الراحل أحمد عبدالحليم وقامت ببطولته رغدة ومفيد عاشور وشباب المسرح المصري. ** يعني هذا تراجع المسرح عن أداء دوره؟ المسرح في اي مكان من العالم يشكل النبض الحقيقي للمجتمع لكنه في بلادنا غائب عن الوعي مثل كثير من مؤسسات الدولة! ** والعلاج؟ لا يخص المسرح وحده وانما يعني كل مؤسسات الدولة فلا يجب البناء علي ركام من الفساد لأن البناء سينهار حتماً وبالتالي لابد من إعادة النظر في المسرح وفي مؤسسات الدولة وفي الاطر التعليمية وتلك الاطر التي أوجدت الأفكار الظلامية عبر اكثر من 80 عاماً وبالتالي لابد من إعادة النظر في المنظومة التعليمية بشكل أساسي وإعادة النظر في مسرح الدولة بوجود خطط علمية ووجود مسارح آدمية يؤمها البشر ووجود اعمال فنية إبداعية تعبر عن هؤلاء البشر وتعبر عن طبيعة المشهد المرتبك والسائر في الوقت نفسه الذي نعيشه إذا ادرك الجمهور ابدا المسرح ينفصل عنه فسوف ينفصل هو عن المسرح! ** ما يشغلك الآن؟ كتابة المسرحيات لتوثيق ما يسمي بالثورات العربية في مصر وسوريا وليبيا وتونس والعراق واليمن.. وهي مجموعة مسرحيات قد تصل إلي 15 مسرحية تنتمي إلي ما يسمي بالمسرح الوثائقي في مصر ونفتقده في بلادنا لكن العالم يعرفه جيداً منذ عشرينيات القرن الماضي وهو مسرح يحتاج إلي مناخ حر لكي يكشف الوقائع ويصل إلي الحقيقة معبراً عن ازمات المجتمع وثوراته. كما انتهيت من كتابة مسرحية "انفجار" وسوف تنشر في كتاب مع مقدمة طويلة عن المسرح الوثائقي في العالم كله مبيناً تقنيات هذا المسرح وأصوله وطريقة تقديمة وسوف تقدم قريباً علي المسرح وبعد انفجار مشغول بكتابة مسرحية "ابن العياط في بلاد الفراعنة" هذا هو ما يشغلني الآن!