الفنان حسن كامي صانع فن الأوبرا في مصر هذه حقيقة يشهد عليها تاريخه كمغنِ ومدير للفرقة القومية ومنظم للعروض العالمية ارتبط اسمه بأوبرا عايدة التي تم افتتاح عروضها أمس بالمسرح الكبير في اطار الاحتفالات بمرور 200 عام علي ميلاد الموسيقار العالمي جوزيبي فيردي "1813 1901" التي يقيمها حاليا كل من المعهد الثقافي الإيطالي والسفارة الإيطالية بالقاهرة وتشاركهم مصر من خلال دار الأوبرا المصرية. وأول مغني أوبرالي مصري أدي دور البطولة في عايدة كان الفنان حسن كامي الذي يعد خير من يحدثنا عن التجربة المصرية مع عايدة.. يقول كامي في حديثه الخاص للمساء: حقا أنا أول مصري قام بدور رادميس قائد الجيوش الذي وقع في غرام الأسيرة الحبشية عايدة ولكن أنا لعبت هذا الدور خارج مصر مرات عديدة قبل ان يكون لدي مصر فرقة أوبرا وكانت أمنيتي أن أقف علي خشبة أوبرا القاهرة لاؤدي هذا الدور وتحقق ذلك في آواخر الستينيات حين وقفت مع الفنانة أميرة كامل والفنانة فيوليت مقار لنقدم هذا العمل لأول مرة بعناصر مصرية خالصة حيث كان يصاحبنا أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو يوسف السيسي وكانت هاتان الفنانتان العظيمتان اشتهرتا بتقديم هذا العمل بالخارج ونالتا نجاحا كبيرا ولذلك كانت سعادتي بمشاركتهما كبيرة كما كان الفخر والاعتزاز والشعور بالقومية يسيطر علينا جميعا وأنا أتذكر أن هذه اللحظات من أسعدها في حياتي ويضيف الفنان حسن كامي هذا الحدث كان له صدي في الوسط الثقافي وتقريبا كل المثقفين حضروا العروض ومازال صدي التصفيق في أذني وعن أول مرة أدي فيه هذا الدور قال كان في ليتوانيا بالاتحاد السوفيتي ومن الطرائف أنهم كانوا يتوقعون انني من مصر اذا لوني أسمر وشعري مجعد ولهذا لم يتعرفوا علي عندما هبطت في المطار. حسن كامي أدي البطولة في عايدة 440 مرة في مصر والعالم ولعب البطولة 270 مرة في أوبرات أخري مختلفة في معظم بلاد العالم. وعن تجربته في تقديم أوبرا عايدة عند سفح الأهرامات وأبوالهول قال: علي فكرة هذه كانت أمنية فيردي بدليل ان ستارة المسرح في دار الأوبرا القديمة كان مرسوماً عليها الأهرامات وأبوالهول وفي عام 1987 حققت هذه الأمنية ونجح العرض عالميا ومحليا ثم قدمتها مرة أخري مع د. ناصر الأنصاري بالأقصر. ويختتم الفنان حسن كامي حديثه بقوله في مجال الغناء ظللت أغني من عام 1963 حتي 2001 ولكن دوري الذي أعتز به بناء الرصيد الفني لفرقة أوبرا القاهرة طوال أعوام ادارتي للفرقة منذ عام 1991 والذي أتمني أن يتم المحافظة عليه وتطوره.