مظاهر العبودية والتعبيد؟إن العبودية الإختيارية لله هي أرقي أنواع العبودية الإيجابية وهي عبودية الإنسان لخالقه سبحانه وتعالي , كما أن العبودية الإجبارية هي أسفل أنواع العبودية السلبية ومنها عبودية الحاجة والفقر والجوع والإستعباد وعلو وإرتقاء النفس على النفس وغيرها , علماً بأن تصنيف دول وشعوب العالم على أسس طبقية وحضارية وعنصرية وعرقية وطائفية ومذهبية هو من أهم مظاهر التمييز والتفرقة والتعبيد والإذلال , كما أن ظاهرة العبودية السلبية قد تنوعت أشكالها وأنواعها فكان منها تعبيد الشعوب والرعية من قبل أنظمة الحكم الديكتاتورية والإستبدادية والملكية والأوتوقراطية وغيرها , ومنها أيضاً تسخير بعض أرباب وأصحاب ورؤساء العمل للعمال والموظفين في مواقع ومؤسسات العمل المختلفة , ومنها أيضاً تعبيد وإذلال بعض رجال الشرطة والأمن للمواطنين وعامة الشعب في مراكز وأقسام الشرطة وغيرها , ومنها أيضاً تعبيد وإذلال بعض الموظفين لجماهير الشعب في تأدية وإنفاذ متطلباتهم وخدماتهم ومصالحهم الحياتية واليومية , ومنها أيضاً تعبيد وإذلال بعض رجال العلم والمدرسين والأساتذة الجامعين للطلاب والباحثين وغيرهم في تحصيل مصادر العلم وكذا في إنهاء الرسائل والأبحاث العلمية وغيرها , ومنها أيضاً إذلال وتعبيد وتسخير بعض الأغنياء للفقراء والمحتاجين , ومنها أيضاً إذلال وتسخير وتعذيب بعض رؤساء العمل للمرؤسين والموظفين , ومنها أيضاً إضهطاد من يملك لمن لايملك , ومنها أيضاً مظاهرالإذعان والطاعة العمياء من قبل جنود الجيش للقادة العسكريين وغيرها الكثير , علماً بأن جميع مظاهر الأعمال الحكومية والخدمية هي نوعاً من الأعمال الإجبارية الإلزامية , وكذا علماً بأن جميع مظاهر العمل والسعي على الرزق والمعاش هي نوعاً من التسخير الإختياري لتوفير سبل العيش للحياة الحرة الكريمة , كما أن أخطر مظاهر العبودية والتعبيد والإذلال السلبية هي ظاهرة الرقيق الأبيض وكذا ظاهرة الكفيل السائدة والمنتشرة في جميع دول الخليج وكذا إنتشار ظاهرة الخدم والخادمات في المنازل وكذا إنتشار ظاهرة زواج القاصرات وكذا إنتشار ظاهرة عمالة الأطفال وغيرها , علماً بأن إستمرار صور وأشكال التعبيد والعبودية الإجبارية السلبية يرجع إلي إنتشار ظاهرة الفقر والجهل والتخلف والأمية والبطالة وغياب مظاهر الحريات العامة والخاصة وغياب أنظمة الحكم الديموقراطية العادلة والرشيدة وكذا تواصل وإستمرار مظاهر الطبقية والإستعلاء الحضاري والطبقي والعرقي والفكري والثقافي والإقتصادي والعسكري من قبل مخططات وحملات الإستعمار الغربية والأجنبية لدول وشعوب المنطقة العربية والإسلامية ودول العالم المستضعفة والفقيرة والنامية والمتخلفة.دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية