في ظل قانون الطواريء.. وفي ظل قرار حظر التجول لم تستطع الحكومة السيطرة علي مظاهرات الاخوان ومنع عنفهم.. ولم تستطع الزام طلبة الجامعات بالانتظام في الدراسة وتركت الحبل علي الغارب لطلاب الجماعة ليفسدوا العام الدراسي ويحرموا مئات الآلاف من الطلاب من تحصيل العلم. ولقد اوشكت المدة المحددة لقانون الطواريء علي الانتهاء في منتصف نوفمبر القادم. ومعها سيتم الغاء قرار حظر التجوال.. فهل استعدت الحكومة لتحمل اعباء هذين القرارين ومواجهة مخططات الاخوان التي لا شك ستنتهز الفرصة لتتمادي في غيها وتشدد من عنفوانها بهدف ارباك الدولة وشل حركتها تماماً؟! الاجابة المنطقية من واقع ما يجري حاليا ان الحكومة ليس في مقدورها من الناحية العملية ان تحد من عنف الاخوان ومخططاتهم.. فما بالك اذا كان الهدف وقف هذا العنف تماما؟! ربما تعتمد الحكومة علي قانونين سوف يصدران قريبا يكونان سلاحها في هذه المواجهة الشرسة وهما قانون المظاهرات وقانون الارهاب.. رغم ان هناك اعتراضات شديدة ضد قانون التظاهر. وهناك تعديلات مطروحة له تفرغه من مضمونه وتجعله كأن لم يكن.. كما ان هناك مطالبات بتأجيل اصدار القانونين حتي يتم انتخاب مجلس الشعب واقرارهما من خلال المجلس وليس من قبل الحكومة الحالية. واذا حدث هذا ولم يصدر القانونان.. ومع الغاء الطواريء وحظر التجول ستصبح الحكومة في موقف لا تحسد عليه وسوف تقف عاجزة امام طوفان المظاهرات والعنف.. وسيكون لذلك مردوده السييء علي المواطنين الذين لن يصبروا علي ضعفها. الحكومة في يدها الآن قانون لردع مظاهرات الطلاب في الجامعات.. في يدها ان تحيل الطلاب المتزعمين لهذه المظاهرات إلي مجالس تأديب والغاء امتحاناتهم.. ثم فصلهم تماما من كلياتهم.. لماذا لم تلجأ الحكومة ممثلة في رؤساء الجامعات وعمداء الكليات لاستخدام هذا السلاح الفعال؟! فعندما يشعر الطالب ان مستقبله سوف يضيع سوف يلتزم تماما.. ولتجرب الجامعات هذا الاسلوب العقابي علي عدد من الطلاب وسوف تجد النتيجة في صالحها. ايضا.. هناك موظفون يتركون اعمالهم ليشاركوا في المظاهرات.. فلم لم يتم حصر هؤلاء الموظفين ومحاسبتهم علي كثرة غيابهم.. ثم احالتهم إلي التحقيق الذي سينتهي قطعا إلي فصلهم وتشريدهم ليكونوا عبرة لغيرهم. خلاصة القول ان الحكومة في يدها قوانين كثيرة يمكن من خلال تطبيقها ان تعيد الامور إلي نصابها الصحيح.. لكنها لا تريد ان تفعل ولا ندري السبب الذي يجعلها تتخاذل وتصمت علي كل هذه التجاوزات. لاتصدقوا اننا شعب يحب الديمقراطية.. نحن شعب يعشق الفوضي وعدم الالتزام والامثلة اكثر من ان يتم حصرها!! الشدة هي مفتاح العمل والانتاج في هذا البلد.