سؤال علي لسان كل المصريين الآن: إلي متي نظل أسري تهديدات الإخوان ومظاهرات الإخوان، وإلي متي يظل التهديد باقتحامهم رابعة والنهضة سيفاً مسلطاً علي رقابنا أجمعين. أقول لكم: سوف يستمر ذلك طالما بقيت أيدي السلطة ضعيفة وغير قادرة علي الحزم.. رغم أن الحزم هو صفة بل واسم رئيس الحكومة!! ونعترف بأن الإخوان نجحوا في بث الخوف، بل الرعب، في نفوس كل المصريين عما يمكن أن يحدث في أي يوم جمعة، ليس في العاصمة وحدها، بل في كل مدن مصر.. وواضح أن نجاحهم في الصمود في اعتصامهم في رابعة والنهضة - بسبب يد السلطة الرخوة - هو الذي يغريهم باستمرار أسلوبهم هذا في إرهاب الحكومة وبث الرعب في نفوس الناس، وويل للوطن - أي وطن إذا ارتعشت يد السلطة.. أو زلزل الرعب نفوس المواطنين، وهذا ما يحدث الآن عندنا. ** وهم الإخوان بارعون في المسميات وهذا نابع من براعتهم الإعلامية.. وجعلوا لكل جمعة أو مناسبة مسمي. لكي يلبسوا عملهم الإرهابي لباساً فكرياً دعوياً.. وهذا هو كل ما يملكون.. بدليل أن المصريين أخذوا في أغلبهم يلزمون بيوتهم في أيام الجمعة. وكان هدف الإخوان أيضاً إجبار المصريين علي عدم الاحتفال بعيد الأضحي.. تماماً كما حاولوا إجبارنا علي تحويل الاحتفال بمرور 40 عاماً علي نصر أكتوبر إلي مناحة بسبب اعتقال الإرهابيين من قادتهم.. وسمعت في مظاهرتهم أول من أمس في مدينة نصر أنهم قالوا للمصريين لن نسمح لكم بالخروج للاحتفال بالعيد لأن أهلنا معتقلون ووراء القضبان.. وأعاقوا بالفعل تحرك الناس الذين حاولوا الاحتفال بالعيد.. ** وهم يحاولون إنزال أكبر الخسائر بالوطن عن طريق هذه المظاهرات وما يصاحبها من شدة عصبية واحتقان أمني.. وإطلاق الشائعات عن متفجرات هنا أو هناك، حتي لو كانت كاذبة.. ولكنهم يعملون بنشاط مكثف في سيناء بالتعاون مع حلفائهم من حماس.. وعن الخسائر التي تنزل بالوطن جراء هذه المظاهرات وتوابعها قالت صحيفة الأخبار أمس إننا نخسر ثلاثة مليارات جنيه كل شهر بسبب هذه التظاهرات وهو رقم يهد حيل أي بلد.. فما بالنا ببلد يعاني ويحتاج للمساعدات.. بل يكفي ما يحدث لقطاع التعليم.. إذ ها هي جامعة الأزهر الشريف التي يدرس بها أكبر عدد للدارسين في أي جامعة بالعالم كله.. هاهي تخشي بدء الدراسة في كلياتها حتي الآن.. وكذلك تابعنا ما حدث لغيرها من جامعات مصر، من مظاهرات وهتافات وإهانات للأساتذة، جعلت الدراسة لم تنتظم كما يجب في أي جامعة سواء في بحري أو الصعيد.. ** وبات واضحا أن الإخوان نجحوا في توصيل رسالتهم لنا جميعاً.. بأنهم قادرون علي إيقاف سير الحياة الطبيعية.. وما التعليم إلا أول سلم لهذه الحياة الطبيعية.. وهذا ما دفع الحكومة إلي إعفاء الطلبة كل الطلبة من دفع الرسوم الجامعية.. إذ لا دراسة ولا يحزنون.. وللأسف فإن الإخوان فهموا أصول اللعبة.. حتي أصبح معروفاً للخارج علي الأقل ان الحكومة غير قادرة علي مواجهة الإخوان.. وأن الإخوان باتوا يملكون قوة اتخاذ أي قرار يتحدون به سلطة الدولة.. أي انهم أصبحوا يقاسمون الحكومة كل سلطة.. وكل ذلك سببه ضعف الحكومة.. ** ويكفي أن الحكومة أعلنت علي لسان رئيسها أنه لا نية لمد العمل بقانون الطوارئ. وهو قانون لا تنفذه الحكومة كما يجب، ويبدو انها تعتمد علي إصدار قرار جمهوري ينظم المظاهرات.. فهل إعداد مثل هذا القانون أو القرار يحتاج كل هذا الوقت.. بينما الحكومة لا تتمسك بتنفيذ كل ما جاء في قانون الطوارئ.. بل لا تنفذ كما يجب قرار حظر التجول.. وشوارعنا خير شاهد علي ما أقول.. وإذا كنا نتمني أن يضع القانون المنتظر تنظيماً بحفظ حق التظاهر السلمي إلا اننا نتمني أكثر أن يضع نفس القانون قواعد تمنع تحول هذا الحق السلمي إلي تظاهر عنيف. ** ونحلم جميعاً بأن تتشدد الحكومة.. لأن تراخيها سمح للإخوان بأن يطلقوا كثيرا من الشائعات بل والإهانات ما يسئ إلي قواتنا المسلحة.. رغم أن هذه القوات هي التي حمت مصر من بطشهم وجورهم.. أي حرمتهم من استمرارهم في الجلوس علي عرش مصر وهذا ما يحرق قلوبهم..