ختام سياحي لمهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته ال 29 في ظل غياب وزير الثقافة كالعادة والفائزين بالجوائز والنجوم أنفسهم.. حيث لم يحضر من الفنانين سوي سمية الخشاب وماجد المصري وفيفي عبده التي ارتدت "كاب" علي الرأس. وتم التركيز علي الدعاية السياحية للفندق الذي أقيم به حفل الختام من خلال استعراضات الإضاءة والألعاب النارية والصواريخ. كانت القوات المسلحة قد فرضت حراسة مشددة علي مداخل الفندق ومخارجه لحماية ضيوف المهرجان. حيث أقيم الختام علي حمام السباحة الخاص بالفندق الذي استضاف المهرجان. أشرف اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية بنفسه علي تنظيم الطاولات وحفل الختام وجميع التفاصيل الدقيقة حيث حضر مبكراً قبل حضور الجميع. لعل أولي الأزمات كانت في منع محافظ الاسكندرية لمصوري الصحف من التصوير داخل مكان الحفل حتي لا يتسببوا في حالة من التكدس ولم يسمح لهم بالتصوير إلا من شرفة عالية وتم فتح باب الدخول لهم من نهاية الحفل. انتشر "البودي جاردات" داخل القاعة لحماية الفنانين وعلي رأسهم فيفي عبده. بينما تجاهل الحضور كل من فيفي وسمية الخشاب وماجد المصري. حيث لم توجه لهم أي تحية طوال الحفل رغم عدم وجود فنانين آخرين. قدم الحفل عاطف كامل الذي ارتجل علي خشبة المسرح وأخطأ في تقديم محافظ الاسكندرية.. وقال عن مستشار وزير الثقافة إنه مستشار وزير الإعلام. أما هند رشاد مقدمة الحفل باللغة الانجليزية فكانت تترجم أجزاء وتعجز عن ترجمة جميع الكلمات باللغة العربية للوفود الانجليزية وأخذت تعبث بهاتفها الخاص أثناء التقديم وتشرب من كأس مياه طوال الوقت وكانت محل تعليقات الحضور لضعف امكانياتها في الترجمة الفورية. بدأ الحفل بعرض راقص لأوبريت استعراضي إخراج هشام عطوة في الوقت الذي كانت تعرض فيه الشاشات الجانبية للقاعة المفتوحة لقطات سينمائية قديمة وصوراً لمخرجي السينما ولقطات سياحية لشوارع الاسكندرية وكأنها منعزلة عن ما يقدم علي خشبة المسرح. قال أمير أباظة رئيس المهرجان: إن المهرجان مر هذا العام بظروف صعبة ووجودكم معنا أنقذه. مؤكداً أنه جمع ثقافات مختلفة وكان بمثابة الملتقي السينمائي سواء من قارة أوروبا وآسيا وأفريقيا. وبالرغم من تواضع الأفلام التي قدمت للمهرجان اضطررنا بقبولها للظروف السينمائية الصعبة. أما خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة الذي حضر بالإنابة عنه لم يبرر أسباب عدم حضور الوزير أو اعتذاره.. وأكد أن الثقافة ستظل الطائر المحلق فوق كل التيارات المتشددة والفن المصري سيظل رائداً بين الدول العربية ووجه تحية لمحافظ الاسكندرية والجمعية المنظمة للمهرجان لإقامتها في هذا الوقت الصعب. قال اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية: إن السينما تنوير وإبداع ومصر ستظل آمنة وإقامة المهرجان خير دليل علي ذلك وأن ما تقدمه بعض الشاشات المغرضة غير صحيح والشعب المصري لا يعرف المستحيل وقادر علي تخطي جميع الصعاب ووجه التحية للفنان محمود قابيل. مؤكداً أنه يستحق لقب لواء. بدأت فعاليات توزيع الجوائز بعد ذلك. حيث قام كمال عبدالعزيز رئيس لجنة مسابقة الفيلم القصير بالإعلان عن قيام نقابة المهن السينمائية بمنح جوائز بقيمة 10 آلاف جنيه. حيث فاز فيلم "حياة" للمخرج إسلام كمال بجائزة قدرها خمسة آلاف جنيه. ولم تحضر لاستلام جائزتها وشهادة تقدير لفيلم "ستة" إخراج بهاء الجمل. وفوز فيلم "دائرة" بجائزة قدرها ثلاثة آلاف جنيه وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة إخراج كمال الملاح. وفوز فيلم "كيف تراني" إخراج سعاد شكري بجائزة قدرها 5 الاف جنيه. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم الترجمان إخراج عبدالله الجبري. وفيلم "الكعكة العجيبة" -ميدان التحرير- فقد فاز بجائزة نقابة المهن السينمائية للمخرجة أسماء ابراهيم. وأفضل فيلم تسجيلي من "خمسة لسبعة" للمخرج أحمد أبوالفضل ولم يحضر أغلب الفائزين بالجوائز لاستلامها. أما مسابقة الفيلم العربي القصير فقد أعلنها علي أبوشادي رئيس لجنة التحكيم مؤكداً أن اللجنة شاهدت 25 فيلماً ووجه تحية خاصة وجائزة باسم معتصم الشهيد الفلسطيني الذي استشهد بعد تصوير الفيلم "وتبقي الذاكرة" واستلمها رياضي أبوعواد الناقد الفلسطيني ومنح الجائزة الخاصة للمخرج السعودي حمزة طرزان وتسلمها بدلاً منه ممدوح سالم. وفاز الفيلم المغربي "ناجي العلي" في حضن حنضلة بجائزة أفضل فيلم تسجيلي لشجاعته في تناول الاتجاه المعاكس والمزج بين السياسة والفن وتسلمها بدلاً منه الدكتور عبدالحق منطرش رئيس مهرجان الرباط. وفاز فيلم "بغداد ميسي" بجائزة أفضل فيلم لحساسية موضوعه ولم يحضر مخرج الفيلم فتسلمها الناقد أسامة عبدالفتاح. أما جوائز بانوراما السينما المصرية فأعلنها الدكتور وليد سيف رئيس اللجنة.. موضحاً أنه في ظل تحول المسار السياسي الذي تشهده الدولة هناك حالة من الاضطراب والركود الاقتصادي وتراجع لمستوي الفيلم المصري ويظل دور المهرجانات قائماً في دعم هذا الفن الجميل وإلقاء الضوء علي المواهب الصاعدة. ومهما كانت صورة السينما المصرية مضطربة اليوم إلا أنها لا تخلو من الإبداع. وفازت الممثلة الصاعدة دعاء عريقات بشهادة تقدير عن دورها في فيلم الخروج للنهار بالرغم من قصر دورها. حجبت جائزة أحسن ممثل وأحسن سيناريو.. بينما فازت الممثلة الصاعدة نسمة بجائزة أحسن ممثلة عن فيلم "إلا خمسة" لكونها في بداية مشوارها وفي حاجة للتشجيع. فاز فيلم "الخروج للنهار" بجائزة أحسن إخراج لهالة لطفي وأحسن فيلم بكونه عبر عن حالة إنسانية شديدة الدقة وحالة وطن. أما مسابقة الفيلم لدول حوض البحر الأبيض والمتوسط.. فقدمها رئيس اللجنة محمود قابيل. وأعلن فوز أحسن فيلم فرنسي "أولين" وتسلمها قنصل فرنسا. كالعادة لم يحضر أي من الفائزين بجوائز هذه المسابقة.. فجائزة أفضل سيناريو لفيلم "خيل الله" تسلمها الدكتور عبدالحق منطرش. وجائزة أحسن ممثل عن فيلم "عجز شنغهاي" وتسلمتها أنطونيا. وأحسن ممثلة "إميليا موتوس" اليونانية عن فيلم "متعة يوناني" وتسلمها قنصل اليونان. وجائزة الإبداع الفني لفيلم "خيل الله" المغربي. وأفضل عمل "أول أجون" لروبيرتو أجينيا وتسلمتها مارينا بلنتيفينا وأحسن مخرجة هالة لطفي عن فيلم "الخروج للنهار". قامت الفنانة السورية كيندا علوش بتهنئة مصر بالثورة ومهرجان الاسكندرية. كما هنأت أهالي الاسكندرية بنجاح المهرجان.. وألقي باقي أعضاء لجنة التحكيم من الإيطاليين والفرنسيين واليونانيين كلمات وجهوا فيها التحية للشعب المصري. وأن مصر هي بلد الأمن والأمان. ودعوا أبناء بلادهم لزيارة مصر. منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفنان المصري- الإيطالي "نادر سرحان" عن فيلم "علي بلو أيز". ألقي قنصل اليونان بالإسكندرية كلمة أشاد فيها بالمهرجان ووجه شكره للمحافظ وأعرب عن عشقه للإسكندرية وأهلها. ابتكر محافظ الاسكندرية جائزة للفنانين الذين ترعرعوا بالإسكندرية.. وأكد المحافظ أن سمير صبري هو صاحب الفكرة. وكرمت المحافظة بعيداً عن المهرجان الفنان الراحل عادل أدهم. وألقي سمير صبري نبذة عن حياته. كرمت المحافظة المخرجة أنعام محمد علي لفيلمها "الطريق إلي إيلات" وتسلمتها. والمخرج علي عبدالخالق عن فيلمة "أغنية علي الممر" وتسلمها بدلاً منه الناقد محمد قناوي. وفي نهاية الحفل طلب المحافظ من جميع الفنانين الصعود علي المسرح لالتقاط صورة جماعية.. بينما التف الحضور للتصوير مع الفنانين الثلاثة المتواجدين فقط بالختام لالتقاط الصور التذكارية.