بالدموع والدعاء له أن يجعل مثواه الجنة .. شيع الآلاف من أهالي مدينة جرجا محافظة سوهاج الشهيد البطل "عمرو شعبان محمد صبيح" 21 سنة شهيد الوطن الذي اغتالته أيدي الخونة الإرهابيين أثناء تأديته الخدمة بكمين الريسة بمدينة العريش شمال سيناء علي اثر انفجار سيارة مفخخة ليسقط شهيدا ضمن الضحايا الشهداء. شيعوه إلي مثواه الأخير بعد أن تم الصلاة عليه بمسجد كمالي شارع السوق واستكملت الجنازة إلي جبانة جرجا حيث تم دفن جثمان الشهيد عريس الجنة بمقابر عائلته بمنطقة المشتل التلابعة لمدينة جرجا التي اتشحت كلها بالسواد وارتدت عباءة الأحزان وانتاب الكثيرون من أقارب وأهل الشهيد حالة من البكاء الهستيري وعلت صيحات النساء بالنحيب. فيما أعلنت المدينة الحداد لفقدان أحد أبنائها الأبرار وهطلت دموع المشيعين بغزارة وهم يرون ابنهم الشهيد عمرو يواري جسده الطاهر الثري بمقابر عائلته مرددين هتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و"إلي جنة الخلد يا شهيد" لينضم "عمرو" البطل الشهيد إلي قائمة الشهداء الأبطال الذين قدمتهم محافظة سوهاج في الفترة الأخيرة في خدمة الوطن والدفاع عنه. والشهيد "عمرو" 21 سنة حاصل علي دبلوم "صنايع". تتكون أفراد أسرته التي تقطن بمنطقة المشتل بجرجا من والدهد ووالدته وأشقائه الخمسة "4 أولاد وبنت" لم تفارقهم الدموع لحظة فالفقيد عزيز لديهم أغلي ما في الوجود بينما والدتده كانت كلماتها تخرج بين الحين والآخر من أم فقدت فلذة كبدها قائلة ابني راح مني قتلوه المجرمون. نفسي أشوف فيهم يوم. كان دائما يسأل عني وعن أشقائه لكن في كل مرة أقول له خللي بالك من نفسك وكان قلبي حاسس ان فيه حاجة وسرعان ما تعاود أم الشهيد الدخول في غيبوبة لأن ما فقدته كان أقرب المقربين لها. شعبان محمد صبيح والد الشهيد يعمل مدرساً ثانوياً بجرجا قال ل "المساء": عندما شاهدت في التليفزيون خبر عن تفجير سيارة مفخخة بكمين الريسة بالعريش اتصلت علي الفور بابني "عمرو" المجند هناك كررت الاتصال عدة مرات ولم يرد عليّ فساورني القلق الذي بدأ يزداد مع مرور الوقت كان الألم يعتصرني وأنا أحاول الاتصال بابني خاصة عندما يرد الهاتف انه مغلق أكذب علي نفسي وأقول ربما شبكة الاتصالات لكن فجأة يأتي اتصال تليفوني عرفت من رناته ان شيء ما أصاب ابني خاصة مع بداية أول كلمة قالها لي الضابط المسئول عن الكتيبة التي يوجد بها "عمرو": انت والد عمرو. في تلك اللحظة الضابط لم ينطق سوي بتلك العبارة تمسكت قليلا وقلت له "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وأخذ الضابط يهديء من لوعتي وحزني علي ابني قائلا عمرو شهيد إنشاء الله في الجنة كان راجل بحق احتسبه عند الله شهيد. وأضاف والد الشهيد بأن عمرو كان الجميع يحبه الصغير قبل الكبير ولم يسئ لأحد طوال حياته وكان خدوما أي حد يطلب منه خدمة يفعل ما في استطاعته كي يلبيها له. كما أشار إلي أن ابنه الشهيد عندما تم تجنيده والتحق بالجيش الثاني الميداني قال له "انت خلفت راجل ما تخفش عليه" وكان دائما فخورا بكونه مجندا بالقوات المسلحة التي يعتز بها جدا لدرجة ان أهالي المنطقة لقبوه "أبوعمار بطل النضال" من كثرة إعجابه وكلامه الدائم عن القوات المسلحة المصرية وبطولاتها ويحكي والد البطل الشهيد بأن عمرو في اجازته الأخيرة غادر جرجا وودع والدته وأشقائه متوجها إليِ خدمته العسكرية وقال لهم "انه لن يأتي إليهم إلا وهو يحمل الشهادة وكان يقصد في هذا الأمر بشهادة أداء الخدمة العسكرية حيث كانت تنتهي خدمته العسكرية في أول شهر ديسمبر 2013 واستأذن بأن يقضي هذه الأيام بين زملائه المجندين والعودة تكون بعد نهاية الخدمة إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالي كانت تحمل لخبر استشهاده صباح اليوم الخميس الماضي وتكون الشهادة التي أتي بها هو أن يكون شهيد الوطن وأنهي والد الشهيد كلامه قائلا "حسبي الله ونعم الوكيل". ويقول أحد أشقاء الشهيد عمرو ان الشهيد كان معروفاً بطيبة القلب والحنية ويتميز بدماثة الخلق وكان يحب العمل ومطيعا لوالديه وعندما يأتي في اجازة من التجنيد يحب أن يشتغل ويساعد والده في المصاريف لكن يد الإرهابيين اغتالته. منهم لله القتلة المجرمين. أكد أقارب وجيران الشهيد عمرو علي ان دماثة خلق الشهيد وحبه لأهله وأسرته وعائلته وسؤاله عن الجميع خصال عرف بها عمرو بين أشقائه فيما جيران الشهيد أصابهم من الحزن ما أصاب أسرة الشهيد. فالكل بكاه والكل نعاه ومازالت ألسنة الأهالي من المدينة تتحدث عن الشهيد عمرو "عريس الجنة". وكان اللواء "عتيق" محافظ سوهاج ومعه عدد من القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة قد قام بتقديم واجب العزاء لأسرة شهيد الوطن المجند "عمرو" ابن مدينة جرجا.