ودع أهالى سوهاج المجند عمرو شعبان، الذى استُشهد فى تفجير سيارة مفخخة بكمين الريسة بالعريش، وخرجوا بالمئات يودعون جثمانه بمنطقة المشتل بمدينة جرجا. بدا الغضب والحزن واضحين على عائلة وجيران الشهيد، غير مصدقين أن هناك أناساً يقتلون أبناءهم الذين يدافعون عن تراب الوطن دون شفقة أو رحمة ودون ذنب اقترفته أيديهم الطاهرة، واصفين القتلة بأنهم أناس لا ينتمون للبشر ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام، وكل همهم هو الوصول لكرسى الحكم على جثث خيرة شباب الوطن. قال شعبان محمد، 54 سنة، مدرس بمدرسة الزراعة الثانوية بمدينة جرجا، والد الشهيد عمرو، إنه شاهد خبر تفجير كمين الريسة عن طريق سيارة مفخخة فى التليفزيون، وبدأ القلق والخوف يسيطران عليه، وشعر أن هناك مكروها أصاب نجله المجند، فاتصل بعدها بأحد أقاربه وهو رائد فى القوات المسلحة ليعرف منه ما وقع، لكن كان الهاتف مغلقاً. وقال: «عقب صلاة ظهر أمس الأول اتصل بى ضابط من الكتيبة التى يوجد بها (عمرو) وقال لى: (عم شعبان، انت والد عمرو؟) قلت له: نعم.. بعدها سكت الضابط للحظات، فأيقنت أن ابنى قد استُشهد، وقلت للضابط: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقال لى الضابط: (احتسب ابنك عمرو عند الله شهيداً، وابنك كان أرجل جندى عندى فى الكتيبة)، بعدها سقطت على الأرض من هول الصدمة». وأضاف والد الشهيد: إن والدة «عمرو» لم تتحمل الخبر، وأغمى عليها عقب سماعها له، وبعد أن عادت إلى وعيها قالت: «ربنا ينتقم منهم الكفرة». وأكد والد الشهيد أن عمرو كان خدوماً ومحبوباً من الجميع فى المنطقة، مشيراً إلى أنه كان باراً بوالديه، ولم تحدث منه إساءة لأحد فى يوم من الأيام. وقال: عندما وصل الجثمان إلى المنطقة وشاهدت أعداد المشيعين الغفيرة أيقنت أن ابنى كان محبوباً لدرجة لم أكن أتخيلها؛ فلقد كانوا لا حصر لهم، على الرغم من أن الدفن تم قبل صلاة الفجر. وقال والد الشهيد والدموع تنهمر من عينيه: «عمرو» قال لى فى آخر إجازة: «أنا مش راجع تانى غير لما أخلص مدة تجنيدى علشان أنا تعبتكم معايا فى المصاريف»، مشيراً إلى أنه كان من المقرر أن ينهى مدة تجنيده بعد 50 يوماً. وأشار والد الشهيد إلى أنه لم يتمكن من حصر عدد الضباط الذين اتصلوا به من القوات المسلحة لينقلوا له تعازى الجيش الثانى الميدانى وتعازى القوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، مؤكدين له أن ابنه قضى أيامه فى الجيش رجلاً واستشهد رجلاً وأن دم ابنه فى رقابهم جميعاً. وختم بقوله: كان أهل الشارع يلقبونه ب«أبوعمار بطل النضال»؛ لأنه كان دائما يكتب الشعارات الوطنية عن بلده وعن القوات المسلحة. ويقول خالد، 27 سنة، مدرس لغة إنجليزية، شقيق الشهيد: شقيقى «عمرو» عمره 22 سنة، حاصل على دبلوم فنى صناعى، كان يعمل سائق توك توك قبل التحاقه بالقوات المسلحة وكان يقضى فترة إجازته فى العمل على التوك توك كى يخفف عن والده عبء المصاريف.