مظاهرات واعتصامات في قنا والمنيا والدقهلية والاسكندرية ترفض المحافظين الجدد .. وفتنة في أبوقرقاص.. ومطالب فئوية في معظم المواقع.. وغيرها أصبحت مظاهر يومية.. حتي وصلت لاقتحام المستشفيات واقتحام طلاب كليات الهندسة لاحدي الوزارات والاعتصام بها حتي يضمنوا الوظيفة فور التخرج. كل هذا ظهر بعد فترة كبت طويلة قامت بسببها ثورتنا العظيمة التي أشاد العالم كله بها.. وتناسي الكل أن الثورة بداية.. وليست نهاية.. بداية لبناء نظام جديد.. وليست نهاية لنبحث عن الغنائم. الجميع يعلم أن النظام السابق بأكمله وقع في أخطاء كارثية.. تفرغ لملء البنوك بالحسابات الشخصية وشراء العقارات وإقامة الشركات الخاصة وإفساد الحياة الاجتماعية والسياسية. فهل هذه أخلاق أبناء بلدنا صاحبة أعرق وأقدم الحضارات.. تلك الأخلاق التي أخفت كافة السلبيات طوال فترة ثورتنا النقية وأظهرتنا للعالم يداً واحدة في مواجهة الأخطاء الكارثية والفساد. وعلينا أن نسأل أنفسنا -وبمنتهي الصراحة- لماذا لا نترك الفرصة لمن يحكمون الآن لإعادة البناء وترتيب البيت من الداخل خاصة انهم مشهود لهم بالكفاءة وعدم تحكم العواطف في قراراتهم؟!! فالحقيقة أن مصر الآن دولة يعاد بناؤها من "الألف" إلي "الياء".. لتصبح -وبحق- دولة مؤسسات لا دولة شعارات.. كل فرد يعلم حقوقه وملتزم بواجباته.. وعلينا مساعدة المجلس الأعلي للقوات المسلحة ونضع كل ثقتنا فيه فهو الأجدر بها الآن ومن قبل ومن بعد لنضع القوانين والأسس والمباديء التي ستقضي علي مراكز القوي وأصحاب النفوذ في كافة المواقع.. وتعم الديمقراطية ونغادر بحر الجهل والتخلف بلا رجعة. أمامنا مهام جسيمة علينا الخوض فيها بقوة وبروح الأسرة الواحدة.. وعلي الحكومة وضع جدول زمني محدد لخوض المشاكل ووضع الحلول المناسبة لها حتي لا تزداد المطالب ويعود كل فرد إلي عمله. وعلي الجميع التضافر والتكاتف لمواجهة المشاكل التي تواجهنا لأننا -بصراحة ومن وجهة نظري- مقبلون علي منعطف اقتصادي خطير في حال استمرار توقف عجلة الإنتاج.. وأعتقد أن معظمنا يشعر بها ولا نتمني أن نصل إلي ذلك.. ولدي يقين انه لن يحدث أبداً. "قد" نتفق أو نختلف * الأيام دول.. فمن كان يحكم فيطاع.. ويأمر وينهي ولا أحد يناقشه.. أصبح الآن متهماً.. وسبحان مغيّر الأحوال!! * الحاكم الجيد هو من يستطيع استيعاب التاريخ حتي لا يقع في أخطاء من سبقوه .. ولكن لأن النفس أمارة بالسوء.. لا نتعلم أبداً. ودائماً ما نقع في نفس الأخطاء!!