إذا كنا جميعا نؤمن بأن المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد الذي بني علي أساس تقسيم الدول العربية إلي دويلات صغيرة من السهل كسرها والقضاء علي فكرة القومية العربية والاستقلال الوطني فلماذا نصر علي استقبال كاترين آشتون المفوضة السامية للاتحاد الأوروبي؟ وهنا لا أقصد منعها من دخول مصر أو من لقاء المسئولين في الحكومة والرئاسة لكن ما أقصده هو لقاؤها ببعض قيادات الإخوان وحوارييهم من أحزاب دينية تنتمي فكرا وسلوكا لجماعة الإخوان غير المسلمين الذين اتخذوا من الإرهاب وسيلة في التعامل مع الخلاف السياسي بينهم وبين الشعب المصري بأكمله. ولعل الجميع يدرك أن المشروع الأمريكي كان له وكيل بالمنطقة وهو الاتحاد الأوروبي الذي لم يبارك ثورة 30 يونيو وظل يدافع عن السمسار الصغير في مصر وأقصد به الجماعة التي حكمتنا لمدة عام وفشلت في تنفيذ المشروع الأمريكي ومعها فشل السمساران الآخران وهما تركيا وقطر.. إذن فالواجب يحتم علينا عند التعامل مع الاتحاد الأوروبي وممثلته آشتون أن نضع المصلحة الوطنية والسيادة والكرامة المصرية فوق كل اعتبار. واندهش من أننا انتقدنا د.محمد البرادعي عندما سمح لآشتون بعد الإطاحة بنظام مرسي أن تلتقي بالرئيس المعزول وبقياداته داخل السجن ووقتها انتقدنا هذا التصرف وقلنا إن البرادعي ساهم في التدخل الأجنبي وسمح به وبعد أن ترك البرادعي مصر لماذا نصر علي تكرار الأخطاء ونسمح لتلك السيدة أن تزور وتلتقي بقيادات الحرية والعدالة وبالأحزاب الإسلامية الأخري ألا يعد ذلك أيضا سماح لها بالتدخل في الشأن المصري الداخلي الذي انتقدنا د.البرادعي عليه؟ من يري بعينيه يدرك أن في كل زيارة لآشتون إلي مصر تصحبها اضطرابات وقلاقل وأحداث عنف والسبب يرجع إلي أن جماعة الإخوان "السمسار" حتي هذه اللحظة لا تدرك أنها خارج المشهد السياسي وأن الشعب لفظها إلي غير رجعة وأن محاكمة قادتها أمر لا مفر منه وأن المصالحة التي تتوهم الست آشتون وفلول الإخوان أنها ضرورية لن تتم إلا بموافقة الشعب صاحب الثورة وصاحب السلطة والشرعية لذلك ففي كل زيارة يحاول فلول الإخوان إيهام الوكيل الأوروبي أنهم مازال لديهم تواجد وشعبية في الشارع لذلك لا اعتقد أن تلك الزيارات غير مرغوب فيها طالما تعدت الحدود الرسمية للدولة وذهبت إلي عناصر إخوانية حتي لو لم تلوث بالدم. واعتقد أن مثل تلك التصرفات من الجانب الأوروبي تكشف أكثر عن نواياهم لأنهم لو كانوا يريدون مصلحة مصر مثلا فلماذا لم يقوموا بتلك الزيارات بعد خلع مبارك للقاء فلول نظامه الذين كانوا يشاركون في احداث قلاقل لكنها لم تكن أحداثا دموية وإرهابية تلك مجرد ملاحظة يجب الإشارة إليها ونحن نتعامل مع زيارات آشتون التي لابد وأن تتوقف فورا إذا تعدت قصر الرئاسة وهذا للعلم فقط.