الصراع المحتدم في اللجنة الأولمبية. والتصادم بين أعضائها التضارب في تحليل اللائحة الجديدة للهيئات الرياضية والأندية.. الغموض الشديد حول مصير انطلاق النشاط الكروي. ومن ورائه النشاط الرياضي بصفة عامة.. حالة الإفلاس التي تفترس كل الأندية والاتحادات الرياضية.. التجاوزات الشاذة من كتائب الألتراس علي الأندية وإدارتها والموجهة بشكل خاص ضد الأمن. كل هذه المشاكل والتحديات الصعبة غطت علي قطاع رياضي مهم جدا. لم يلق اهتمام وزير الرياضة الكابتن طاهر أبوزيد. ولا حتي نظرة واحدة من هذه الوزارة الكبيرة. لأن جميع من فيها غارقون في أشياء أخري.. وهو قطاع رياضة المعاقين. والذي يحتشد تحت مظلة اللجنة البارالمبية.. حيث استقال مؤخرا الدكتور علي السعدني من رئاسة مجلس إدارتها المعين بقرار من وزير الرياضة السابق. العامري فاروق.. وجاءت استقالة السعدني بدعوي "أسباب صحية".. والحقيقة أن حجم الطموحات والتحديات المعلقة باللجنة البارالمبية أكبر بكثير من قدرات المجلس المعين الحالي.. والذي جاء خلفا لخبراء وقادة العمل البارالمبي في مصر وأفريقيا والعالم الدكتور نبيل سالم. ومن بعده الدكتور حسام الدين مصطفي. الذي نجح في تحقيق انجازات قياسية مع دورة لندن البارالمبية في الصيف الماضي. فحققت البعثة المصرية 15 ميدالية في ثلاث لعبات. هي رفع الأثقال وألعاب القوي وتنس الطاولة. ومن هذا الرصيد حقق أبطال تحدي الإعاقة المصريين 4 ميداليات ذهبية. ومثلها فضية اضافة إلي 7 ميداليات برونزية.. وذلك رغم أن الدكتور حسام الدين مصطفي تولي مهمة قيادة السفينة البارالمبية المصرية قبل ثلاثة أشهر فقط من انطلاق دورة لندن.. ولكن لخلافات بينه وبين العامري حول تقدير انجازات الأبطال وطريقة تكريمهم. أخطر رئيس اللجنة للابتعاد ليصدر العامري قراره بتعيين مجلس الإدارة الحالي. غياب الاستقرار تسبب في إنحدار الحال في هذا القطاع الرياضي الناجح. الذي يمثل قيمة مصرية كبيرة علي المستوي العربي والقاري والعالمي.. وتراجع النتائج بصورة ملحوظة في مختلف الألعاب. بما فيها كرة القدم للمكفوفين التي تحمل منتخب مصر كأس العالم في هذه اللعبة.. وجاء التراجع علي حساب الأداء التنظيمي والإداري ولم يعد خفيا أن الأغلبية من أبطال الألعاب البارالمبية يريدون توصيل أصواتهم إلي الوزير طاهر أبوزيد. بضرورة عودة الدكتور حسام الدين مصطفي لرئاسة اللجنة البارالمبية المصرية لأنه خبير حقيقي في هذا الميدان. حيث يرأس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة "جلوسي" كما أنه خبير دولي في التصنيف باللجنة البارالمبية الدولية. وبعد عودته مؤخرا من رئاسة اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة الطائرة "جلوس" في الولاياتالمتحدة. التقيت الدكتور حسام الدين مصطفي. الذي أبدي اسفا شديدا علي ما آل إليه حال اللجنة المصرية وتراجع نتائج كل الألعاب في الفترة الأخيرة وتزايد حجم المشكلات علي إدارة اللجنة.. مشيرا إلي أن هذا أمر متوقع نتيجة التدخل غير الموفق من وزير الرياضة السابق. قال الدكتور حسام الدين مصطفي ان العمل في اللجنة البارالمبية يختلف عنه في أي اتحاد رياضي آخر..وهناك إشكالية كبيرة تتحدي العمل في إعداد البطل المعاق. وهي المال لأن البطل أو الرياضي المعاق يحتاج إلي أجهزة متنوعة وذات مواصفات خاصة. وغالبا ما تكون مستوردة من الخارج.. لذلك وضعت خطتي أثناء الفترة القصيرة التي توليت فيها إدارة اللجنة قبل المشاركة في دورة لندن. علي أن أجعل رياضات متحدي الاعاقة جاذبة للاستثمار. بحيث لا أنتظر إعانة الدولة التي لاتكفي بأي حال. وذلك من خلال الرعاة.. وهذا ما يحدث في العالم كله. بفكر احترافي في الإدارة الرياضية بحيث تكون اعانة الدولة شيئا ثانويا وليس رئيسيا. وإلي جانب حل مشكلة "المال" هناك مشكلة أخري خاصة باعداد الكوادر في الإدارة والتسويق. وليس فقط في التدريب.. كانت خطتي أن تكون اللجنة البارالمبية المصرية مؤسسة رياضية منتجة. وليست عبئا علي الدولة.. ولكن غاب التفاهم. فتوقف كل شيء بعد لندن. ويتساءل الدكتور حسام الدين مصطفي: هل مطلوب من رئيس اللجنة البارالمبية أو الأولمبية أو رئيس أي ناد كبير أن يترك عمله ويتفرغ لإدارة اتحاده.. هذا عمل المدير التنفيذي أما مجلس الادارة فيضع استراتيجية العمل. وعلي المدير ومجموعة الخبراء أن ينفذوا هذه الاستراتيجية.. وإذا حدث العكس. فسيكون هناك خلل خطير ومبرر لدخول المفاسد لأن رئيس الاتحاد في مثل هذه الحالة سيكون ديكتاتوريا ولن يسمح لأحد أن يكبر من هوله أو يكتسب الخبرة اللازمة.. وهذه مشكلة إدارة الرياضة في مصر الآن. بدليل المشاكل والصراعات في كل الاتحادات تقريبا. ومن هنا أقول للوزير طاهر أبوزيد ان اللجنة البارالمبية تحتاج لحالة انقاذ سريع قبل أن نخسرها تماما. وردا علي سؤال مباشر عن امكانية عودته لرئاسة اللجنة. قال ا لدكتور حسام الدين مصطفي أنه لا يفكر في هذا الأمر. ولكنه في ذات الوقت مهموم جدا بحال اللجنة المصرية. ويهمه أن يقدم أي عون لتحقيق الانقاذ. ثم الدخول مباشرة في مرحلة التطوير والتحديث.