ثار أولتراس الزمالك علي إدارة النادي ومدربه ولاعبيه. بعد أن تلقي فريق كرة القدم هزيمة قاسية من الأهلي. صديقه اللدود. في مشوار البطولة الأفريقية. حاولت أن التمس العذر للأعصاب المنفلتة وضياع الفرصة نهائيا من الفن والهندسة. وإن كنت أرفض العنف تعبيرا عن مشاعرنا الغاضبة في الرياضة. نصف المرء بأن روحه رياضية. أي أنه مهذب وجنتلمان. ولا يعرف العيب. ويتسامح. ويعتبر لعبته الرياضية وسيلة للتعبير عن ذلك كله والألعاب الرياضية- منذ عرفها العالم- وسيلة للتقارب وليس العكس ينتصر المشجعون لفريقهم. لكن التشجيع يظل في إطار محدد لا يجاوزه. والرياضة فائز ومهزوم. حتي برشلونة العتيد بقيادة ميسي العجيب واجه انتكاسات غريبة من فرق في الدرجة الثانية لم تنعكس علي مشجعيه بالسلب. وإنما واصلوا التشجيع حتي قام الفريق من كبوته الطارئة. وواصل الانطلاق. الطريف- والمؤسف أن أولتراس الأهلي هاجم لاعبيه بالشتائم ومحاولة الاعتداء البدني. عقب فوزهم علي الزمالك. وتأهلهم لدور الأربعة في البطولة الأفريقية. ولعلي أرجع المأساة التي عاناها نادي الاتحاد السكندري إلي تدخل الأولتراس في كل كبيرة وصغيرة وتتبعوا اللاعبين بالهجوم حتي في ملاعب التدريب. فلم يعد أمام مجلس الإدارة إلا أن يخلي مسئوليته -برغمه- لمشجعيه الذين يدين لهم بفضل عدم الهبوط. لكنهم- لأسباب غير مفهومة- يدفعونه إلي المجهول! أشرت- من قبل- إلي ظاهرة الأولتراس. وأن كل ما يأتي من الغرب لا يسر القلب بالضرورة عرفت أمريكا اللاتينية وأوروبا الأولتراس وأفادت منها في دعم الأندية ماديا ومعنويا. لكنها تحولت في أنديتنا إلي فك مفترس يهدد استقرار الأندية ويتسبب لها في غرامات هائلة. تعجز خزائنها الخاوية عن دفعها دون سبب. اللهم إلا حب الظهور. وإطلاق الشماريخ. وترويع الآمنين وإقامة المباريات في الملاعب التي تخلو مدرجاتها وحرمان جمهور الرياضة الحقيقي من متابعة الألعاب التي يحبها بل والتسبب في الشروط التي تطالعنا قبل مشاركتنا في أية مسابقة. نقدر للأولتراس أدوارهم الإيجابية بداية من المشاركة في دفع ثورة 25 يناير وفي مناسبات مهمة تالية لكن إهمال الأولتراس ما صارت إليه أحواله وانعكاس تصرفات أعداد من المحسوبين علي الرياضة دافع للأندية كي تراجع صلتها بمن ينتسبون إلي الأولتراس فضلا عن وضع الأسس التي تجعل الأولتراس ظاهرة صحية تسعي إلي الإضافة والتقدم وليس إلي الهدم والتدمير ولا إيه؟!