* هل من الممكن أن تصدقي ما يحدث الآن يا سيدتي مازالت هناك نساء تنظر إلي الجارات.. من لبست ومن اشترت ومن صيفت. وحكايتي ليست مسلسلا عربيا ولا فيلما هنديا وإن كنت لا أعتقد انه لا علاقة للهند بما نفعل.. مشكلتي يا سيدتي انني رجل موظف بسيط كل ما أملكه مرتبي لا غير وزوجتي ربة منزل ولكن طموحها يفوق كل الإمكانيات. فهي سيدة بسيطة أو هكذا كانت منذ تزوجتها ثم فجأة ودون مقدمات بدأت في التغير وبدأت تطمح لأشياء لا تملكها. فاليوم مثلاً اشترت جارتنا غسالة جديدة أتوماتيك لها نظم مختلفة وغسالتنا قديمة وكل يومين نصلحها.. إذن الحل شراء غسالة مثل غسالة جارتنا.. والأمس اشترت جارتنا كمبيوتر وتبحث فيه عن المأكولات والأخبار.. فلابد أن يكون لدينا مثله.. وفلانة اشترت كذا وكذا.. حتي المصيف الذي لا أملك نفقاته إلا كل عدد من السنوات مرة.. مطالب أنا أين أذهب بهم للمصيف كل عام وإلا فأنا رجل مقصر وتنعي حظها الهباب. المشكلة ان الأولاد الصغار أصبح لهم نفس الطموح أيضاً وكل منهم له طلب فهناك من يطلب محمولا بكاميرا ومن يطلب أشياء حتي لا أستطيع نطقها كما يفعلون من أين هذا يا سيدتي.. انني أشعر بالقهر والعجز وأقسم لك لولا بقية من الايمان لانتحرت لشعوري بالعجز أمامهم. أرجو قولي لي ماذا أفعل أم انكم لا تجيبون إلا علي رسائل المحبين والعاشقين فقط. سامحيني ولكنني معذب فهل لديك حل لرجل مقهور؟! بدون توقيع ** من يملك قوت يومه فقد امتلك الدنيا لسبب بسيط يا صديقي ان الغد يتكفل به إله الكون الذي يرزقنا وينعم علينا بدءا بالحياة نفسها إلي مسببات الحياة. تشعر بالقهر لان لزوجتك وأولادك طموحاً يفوق إمكانياتك.. فهناك فرق بين الطموح والتقليد.. وهذا الخطأ خطؤك.. لماذا؟ لان الإنسان العاقل هو من يشرح ظروفه أمام أسرته بلا استحياء لانكم في النهاية أسرة واحدة يعم عليها الخير ويعم عليها غيره إذا لم يحسنوا التصرف.. ولهذا وجب عليك ألا تخجل من فقرك إذا كنت فقيراً وانت لست فقيراً ولكنك محدود الإمكانيات وهذا شأن الغالبية العظمي في بلدتنا. يا صديقي ليس عيبا انك لا تملك ثمن الرفاهية ولكن هل نامت زوجتك يوما جائعة؟ هل نامت عارية بردانة لانها لا تملك ما يستر بدنها؟! هل لم يجد أولادك ثمن كتاب يدرسون فيه ويتعلمون منه؟! أعتقد ان الاجابة ستكون لا!! ولكن هناك من نام جائعا وعاريا ولم يجد ثمن ما يتعلم به. يا صديقي لا تنظر لمن هم فوقك بل انظر لمن هم دونك وقتها ستحمد الله وبدلاً من الشعور بالقهر ستشعر بالعزة والسعادة. اشرح لأولادك هذه الظروف وقل لهم ان الأيام دول بين الناس واليوم لا نجد الرفاهية لعلنا غداً نجدها.. ولكن بالتعب والعمل والنجاح.. اشرح لزوجتك ان التقليد لن يسعدها لانك لو استدنت لتحقيق حلمها سيعود ذلك عليها بالخسارة. يا صديقي انت عمود البيت فإذا أصابك الخزي والقهر تصدع البيت.. ولك الحق في تعليم زوجتك وتوجيهها ولا تفعل ما يفوق طاقتك ولا جهدك واعلم ان الله يرزقك الرزق الذي تستحقه فلا تبالغ بالشكوي وانظر للحالة الاقتصادية المتردية التي نعيش فيها وقتها ستحمد الله كثيرا والأفضل من المال القناعة بما نرزق.