انتخابات نيجيريا الرئاسية كانت جديرة بالمتابعة والتغطية الكاملة إلا أن الثورات في منطقتنا العربية جعلت الصحف لا تعطي نيجيريا ما يسمي بالحق المهني في المتابعة المستفيضة.. نيجيريا بلد أفريقي غاية في الأهمية ظروفه مشابهه للعديد من الدول العربية قضاياه السياسية والاقتصادية وحتي الاجتماعية مماثلة لقضايانا في العالم العربي المتابعة مطلوبة ومنها ان مصر وتونس علي سبيل المثال تشهد قريبا انتخابات برلمانية ورئاسية. قد انتهت الانتخابات في نيجيريا بسلام رغم وجود بعض الأمور الصغيرة التي لا تدخل في نطاق المخالفات وتقدم لمنصب الرئيس جودلك جوناثان وعشرون مرشحا بعدما فشلت المعارضة في الاتفاق علي مرشح واحد وقد حصل جوناثان الذي ينتمي إلي حزب الشعب الديمقراطي الحاكم حاليا علي اغلبية الاصوات طبقا للنتائج الاولية هناك بينما فشل منافسه الرئيس محمد بخاري في احراز تقدم يذكر بسبب تفتيت المعارضة لقواها جوناثان البالغ من العمر 53 سنة نجح بدعم الشباب أمام منافسه بخاري الذي اشرف علي السبعين من العمر. قوتان متناحرتان.. الشباب مقابل العواجيز ومسلمو الشمال "بخاري" ضد مسيحيي الجنوب "جوناثان" وعدد من الناخبين يقترب من الثلاثة والسبعين مليون ناخبا الانتخابات تمت عن طريق بطاقة انتخابية إلكترونية لضمان النزاهة البطاقة مسجل عليها بصمات الاصابع لكل ناخب تقنية لم تعد صعبة أو مستحيلة بعد أن تخصلوا من قوائم الناخبين المليئة باسماء الموتي والمهاجرين وتمت الانتخابات ولم يسقط فيها 13 قتيلا في ثلاثة اعتداءات متفرقة في بلد يصل تعداده إلي 150 مليوناً. الملفات الموضوعة امام الرئيس المنتخب كثيرة ومتنوعة اهمها الفساد ومكافحته والتوترات الطائفية بين مسلمي الشمال والجنوب وازمة دلتا النيجر الغنية بالبترول والتي تشهد اعمال عنف منذ فترة بالاضافة إلي نقص الكهرباء هذه القضايا والملفات قريبة الشبه بقضايا بعضنا في المنطقة والذي يتصدي لها لا يستطيع أن يستمد قوته من الشعب والديمقراطية.. لايستطيع ان يتصدي للفساد من جاء بالتزوير ولا يقدر علي اقتحام المشاكل الاجتماعية والاقتصادية إلا من جاء عبر الصناديق.