ليس شرطاً إذا كان المحافظ السابق لأية محافظة فاشلا في تحقيق التنمية لمحافظته وتطويرها والنهوض بها أن يكون المحافظ الجديد فاشلا مثله خصوصا إذا كان كلاهما مسيحيا.. فالديانة هنا ليست هي السبب في النجاح أو الفشل. ولكن ذلك يعتمد علي القدرات الشخصية للمحافظ ومدي كفاءته بصرف النظر عن كونه مسلما أم مسيحيا. فكم من قيادات مسيحية أثبتت جدارتها في مواقعها وحققت نجاحات كبيرة.. وكم من قيادات مسلمة فشلت وسقطت وتم تغييرها.. لأن الأمر كما قلت لا يتعلق بدين الشخص ولكن بمدي إلمامه بحدود وظيفته وقدرته علي تجاوز السلوك النمطي واستخدامه أساليب مبتكرة لتحقيق أكبر قدر من الانجازات. أقول هذا بمناسبة اعتراض المواطنين في قنا علي تعيين ضابط الشرطة السابق عماد ميخائيل محافظا لهم خلفا للمحافظ السابق مجدي أيوب وكلاهما مسيحي بعد أن فشل الثاني في تحقيق أي تقدم للمحافظة خلال فترة عمله خصوصا بعد الانجازات التي حققها المحافظ الأسبق عادل لبيب. وقد أخطأت الدولة مرتين.. الأولي في تعيين محافظ واحد مسيحي علي مستوي محافظات مصر كلها.. وكان يجب أن يكون هناك محافظان علي الأقل من الإخوة المسيحيين.. والثانية بتعيين محافظ مسيحي لقنا للمرة الثانية علي التوالي. وكان يجب تعيينه في محافظة أخري.. فليس هناك ضرورة تحتم أن يكون محافظ قنا مسيحيا باستمرار.. وإلا كانت العملية عملية انتقائية مقصودة. ثم انه ليس من حق مواطني قنا ولا مواطني أية محافظة الاعتراض علي تعيين ضابط شرطة سابق محافظا.. فضباط الشرطة مثلهم مثل ضباط الجيش مثل أساتذة الجامعات والقضاة والأطباء الذين يتم تعيينهم وزراء أو محافظين.. بل إننا نطالب بتوسيع الدائرة لتشمل تعيين موظف عادي كبير أو محام أو صحفي أو ممثل أثبت جدارة في عمله محافظا أو وزيرا. وأنا بهذه المناسبة اعترض علي تعيين وزير التربية والتعليم دائما من أساتذة الجامعات.. وأتساءل: لماذا لا يتم اختيار وكيل وزارة عادي أو مدير إدارة تعليمية تتحقق فيه صفة القيادة النابهة والرؤية المستقبلية ليكون وزيرا للتربية والتعليم.. ان اختيار وزير جامعي باستمرار يؤكد فرض الوصاية من الجامعة علي وزارة تزخر بكثير من الكفاءات لتولي قيادتها.. ولنجرب مرة. علي كل حال يجب الآن علي السيد عماد ميخائيل أن يعتذر عن عدم قبول المنصب ليس استجابة لشروط أو املاءات فرضها أبناء المحافظة. وانما لأنه لن يجد التربة الصالحة أو الأجواء المناسبة التي تساعده علي النهوض بأعباء عمله. وعلي الحكومة أن تعين السيد عماد ميخائيل في محافظة أخري أو تختار بديلا له من الاخوة المسيحيين بعيدا عن محافظة قنا إلي أن يتم مستقبلا وضع أسس وقواعد محددة لتعيين أو انتخاب المحافظين طبقا لما يتم الاتفاق عليه من خلال حوار مجتمعي حول أوضاع كثيرة في مصر. وفي النهاية.. لأبد من اسقاط نظرية التفرقة بين المسلم والمسيحي في أي شأن سياسي أو غير سياسي في مصر لأن الجميع مصريون. ولا فرق بين واحد وآخر إلا بالعمل والنجاح فيه.