واضح أننا علي أعتاب مرحلة جديدة من الاستقرار الأمني بعد سقوط جماعة الإخوان والقبض علي عدد من قادتهم فقد بدأ الشعب يلتقط أنفاسه رويداً رويداً بعد أن كان في غرفة الانعاش يصارع الموت الذي كان قريبا منه. شاءت الأقدار أن نحيا من جديد بعد أن ابتعد الكابوس المخيف الذي كان يطاردنا منذ ثورة 25 يناير عندما قفز الإخوان عليها بمساعدة بعض المتآمرين من الداخل والخارج الذين مهدوا الطريق للجماعة للقفز علي المشهد مقابل حفنة دولارات. الشعب الطيب كان كل أمله أن يتخلص من حكم مبارك الذي استمر 30 عاماً مطالباً بالعيش والحرية والديمقراطية فإذا بهؤلاء جميعا يتحالفون لوأد الحكم تحت شعارات زائفة حتي جاء مرسي من سجن وادي النطرون إلي مقعد الرئاسة.. يا الله لقد لعب المتآمرون من الداخل دورا لن يرحمهم التاريخ فيه وتحالفوا مع قوي خارجية مثل تركيا وأمريكا وقطر لتنفيذ أجندة أجنبية لا تخدم الصالح الوطني مستغلين الاحتقان الشديد لدي المصريين من حكم مبارك لكي يحقق الإخوان مآربهم في الانفراد بالحكم وقد تحقق ذلك فوجد الشعب المصري انه استبدل حكم مبارك الفاسد بحكم الجماعة الذي استبد بالرأي واستبعد كل القوي وسعي بسرعة الصاروخ لأخونة الدولة واستحل دم المصريين.. وسمعنا عن صفقات مريبة لاستقطاع أجزاء من أرض الوطن للغير من أجل ترسيخ وجودهم بدعوي انهم يسعون إلي الخلافة وهي أهم من الوطن.. المهم انه بعد ثورة 30 يونيه ورحيل نظام مرسي في 3 يوليه أصبح الحال غير الحال وتغيرت الصورة وبدت الابتسامة علي وجوه المصريين الأحرار الوطنيين الأبرار دون جماعة الإرهاب الأسود وها نحن ننتظر من الجيش والشرطة القضاء نهائيا علي هذا الارهاب الذي تتبناه خلايا جاءت من بلاد الارهاب لكي تكون ظهيراً لمرسي وجماعته.. لكن هيهات فإن شعب مصر الذي خاض معارك طويلة علي مدي تاريخه الطويل لن يسمح بتدنيس أرضه وبخاصة في أرض الفيروز سيناء الحبيبة التي شهدت المعارك وسالت الدماء الزكية علي أرضها حفاظا عليها من أعداء الوطن. لقد فوض شعب مصر الفريق الأول عبدالفتاح السيسي بمحاربة الارهاب والقضاء عليه ولكن يجب أن نكون جميعا في محراب العمل الدءوب من أجل النهوض بكافة المنشآت الاقتصادية لأن الإخوان وحلفاءهم يريدون تخريب الاقتصاد المصري وبالتالي لابد أن نعي ذلك تماماً. نحن نريد الشروق وهم يريدون لنا الغروب. الطيران المدني عاني كثيرا في زمن الإخوان من الأخونة وتعيين مسئولين من أهل الثقة وليس الكفاءة وكانت معظم أنشطته قاب قوسين أو أدني من الانهيار لولا إرادة الله الذي يريد لمصر المحروسة ألا تقع فريسة في أيدي الأعداء فحماها وحرسها وسقط الإخوان وجاءت خارطة الطريق وشكلت وزارة جديدة بعد شروق شمس يوم جديد من الحرية وعودة مصر إلي المصريين وتولي المهندس عبدالعزيز فاضل مهام وزارة الطيران المدني.. وانصافاً للحق جاء اختيار فاضل مرضيا ورحب به أغلبية العاملين بهذا المرفق الحيوي ما لم يكن إجماعاً عليه. بدأ الرجل مرحلة جديدة بترتيب البيت ولعله اليوم قد وضع يديه علي الجروح ولديه الدواء المناسب فهو مهندس للمشروعات المطلوبة وطبيب يحدد الداء ويصف الدواء لعلاج الأوجاع. انتفض جميع المسئولين بمجرد علمهم بتعيين فاضل وزيراً للطيران لأنهم يدركون أن الرجل علي مدي 25 عاماً في الطيران المدني يواصل الليل بالنهار وبالفعل وجدنا الجميع كخلية نحل يعملون ليل نهار وطبيعي أن تكون النتائج إيجابية. هذه الوزارة هي أهم وزارة منذ ثورة 25 يناير لأنها شُكلت في وقت حساس مهمتها الأولي رعاية الشعب رعاية كاملة وتوفير كافة احتياجاته وتنفيذ خارطة الطريق التي تم تحديدها إضافة إلي أن كل وزير عليه واجب ومهمة في انجاز كافة المشروعات التي لديه ورعاية العاملين والانطلاق إلي الأمام فلا وقت للوقوف محلك سر تحت أية دعاوي باطلة تدمر ولا تبني تعوق ولا تساعد علي التقدم للأمام. أقولها بصراحة تواجد المهندس فاضل لفترات طويلة في الوزارة والزيارات الميدانية لكافة المنشآت وتحديد خطط العمل مع المسئولين والأولويات التي يحددها جعلت صورة الطيران المدني تتحسن ونتذكر أيام الفريق أحمد شفيق الذي كان حريصا علي التواجد لفترات طويلة مع المرور الدائم في أوقات لا يعلمها المسئولون فحقق انجازات يشار إليها بالبنان.. أزعم أن الجميع يعرفون فاضل ويقدرون علمه وخبرته وأداءه وطهارة يده إضافة إلي تواضعه ومن هنا يأتي نجاحه في مهمته خلال هذه الشهور القليلة مما يفرض علي أي حكومة قادمة التمسك به وزيراً للطيران فدعونا نترقب وننتظر.. والأيام بيننا.