وعيت للدنيا لأجد أمي تكافح جنبا إلي جنب مع أبي الذي كان يعمل باليومية ويصارع أكثر من مرض مزمن وظل يعاني حتي رحل وترك لأمي مسئوليتي كاملة أنا وشقيقي الوحيد. تركت المدرسة ليس فقط لضيق ذات اليد ولكن لأنني أعاني من ضعف شديد بالبصر فلا أري سوي متر واحد أمامي بالنظارة أما أخي فاكتفي بمؤهل متوسط وخرج للعمل ليكون نفسه وظل يدخر كل ما يكسبه حتي أثث شقة صغيرة تزوج فيها. لم يهنأ لأمي بالا حتي استأجرت لي شقة وزوجتني من إحدي قريباتي وساعدتني علي الحصول علي وظيفة ثانية بمرتب بسيط وواصلت سعيها علي وأسرتي حتي بعد أن أصبحت أبا لثلاثة أبناء وبعد أن تجاوزت هي السبعين ومنذ حوالي عام تعرضت أمي الحبيبة لحادث سيارة أثناء عودتها من عملها لتستريح للأبد. كانت صدمتي فيها كبيرة وشعرت باليتم رغم أنني تجاوزت الستين ولن يستطيع أحد أن يملأ ما تركته بداخلي من فراغ. فقدت ما بقي من بصري من كثرة بكائي علي أمي واستغني عني صاحب الشركة لينقطع دخلي كما انقطعت مساعدة أمي ولم أجد حتي القوت الضروري لأسرتي. أملي أن يساعدني أهل الخير علي عمل مشروع صغير أديره وزوجتي أمام منزلي ونعيش من دخله. سيد إمام أحمد