الإسكندرية ما بين قبل الحظر وما بعدها صور مختلفة انقلب ليلها إلي نهارها وتحول النهار إلي خلية نحل ما بين أفراح وتعازي وقضاء الحوائج وتبقي المناطق الشعبية خارج نطاق الحظر وتعيش حياتها بالطول والعرض. أفراح الإسكندرية تحولت بنسبة 70% إلي حفلات زفاف نهارية علي غير المعتاد تجنباً لحظر التجوال وخوفاً علي حياة العروسين والمعازيم. يقول ياسر محمود مدير إحدي قاعات الأفراح بمنطقة الداون تاون ان قاعات الأفراح محجوزة حتي شهر نوفمبر القادم ولم يقم أي عريس بإلغاء حفل عرس أما بالنسبة لمواعيد الأفراح فقد اختلفت حيث قام أغلب العرائس بتغير موعد حفلات عرسهم لتكون بالنهار وبالتالي قمنا بإعادة الاتفاق مع الفرق الموسيقية والفنانين للتواجد ظهراً حيث تبدأ حفلات العرس من الثالثة ظهراً تقريباً حتي السادسة أو السادسة والنصف علي أكثر تقدير. يقول جابر السيد مدير قاعة فرحتي بعض العرسان يرفضون إقامة حفلة عرسه بالنهار معتمداً علي عزوته وعائلته وهذه الأفراح يغيب عنها المعازيم بنسبة كبيرة وتظل مقصورة علي أسرة العروسين خوفاً من حظر التجوال في إطار ان الأكمنة الأمنية تراعي العرائس في حفلات الزفاف وتسمح لسياراتهم بالمرور تقديراً للظروف. أما محمد عثمان مدير قاعة روستيك فيقول لقد اصبحنا ننام بالقاعات فور انتهاء العرس لأننا لا نستطيع مغادرة المكان مع ساعات الحظر وبالتالي نقوم في اليوم التالي بالاعداد المبكر لحفل العرس الجديد وأصبحت عملية اعداد الطعام وتزيين القاعة وغيرها تبدأ منذ الصباح وهو بمثابة حالة من الارهاق المتواصل فرضتها الظروف الأمنية الراهنة ولكن الناس بطبيتعها تعشق الفرح فبالرغم من ان حفل الزفاف في النهار إلا ان المعازيم يرتدون ملابس السهرة والفساتين السوارية ويقومون بمشاركة العروسين في الغناء والفرح وكأننا في فرح ليلي وبوجه العموم فاننا نحرص علي تأمين القاعة جيداً أو التواجد الأمني بها باستمرار حرصاً علي تأمين حفل العرس والمدعوين. علي الجانب الآخر اختلفت ايضا مواعيد عقد القران فيقول الشيخ محمود عبدالحكيم تسبب الاعتصام بمسجد القائد إبراهيم من قبل في حالة الذعر لدي المواطنين فاختلفت ظاهرة عقد القران بالمساجد الكبري مثل أبوالعباس أو مسجد علي بن أبي طالب أو مسجد فيصل وغيرها خوفاً من اقتحام الإخوان للمساجد في مظاهراتهم أو وجود مندسين أثناء عقد القران لافساده خاصة مع انتشار ظاهرة اقتحام ومحاصرة المساجد لأسباب سياسية ويفضل الآن العروسان عقد القران بأي قاعة. أم الدكتور محمود جعفر مأذون فيقول لقد زادت عمليات عقد القران هذه الأيام ولم تتأثر بالأجواء السياسية عكس ما هو متوقع ولكن المشكلة تكمن أحيانا في قلة العقود لان المحكمة أحيانا تغلق أبوابها بالأيام. يضيف الشيخ مصطفي عبود مأذون ان البذخ في الأفراح لم يعد موجودا هذه الأيام بسبب الأحداث الحالية ووصل الأمر إلي ان القاعات المستأجرة لعقد القران تلغي الحجز فوراً إذا تأخر العروسان عن موعد عقد القران بسبب الظروف الحالية وحظر التجول وحالة القلق والتوتر. أضاف الغريب ان جميع عقود القران أصبحت بعد صلاة الظهر أو العصر ولم تعد هناك عقود بالمغرب أو العشاء بسبب حظر التجوال. أما سرادقات العزاء فأوضاعها تختلف فيقول مجدي شتا متعهد سرادقات في المناطق الحساسة ألغيت السرادقات بها من أجل ساعات الحظر مثل منطقة مسجد القائد إبراهيم والشوارع الرئيسية علي عكس الحال بالمناطق الشعبية بالمنتزه والرمل والإبراهيمية وغيرها فمواعيد السرادقات كما كانت في موعدها الليلي إلا ان واجب العزاء يظل مقصوراً علي أبناء المنطقة لتعذر وصول أبناء المناطق الأخري لتقديم واجب العزاء ليلاً مع حظر التجول. بالمناطق الشعبية وأسواقها الشهيرة تظل الإسكندرية كما كانت بعيدة عن الحظر وتظل أحداثها السياسية مادة للحديث والنقاش علي المقاهي التي تسهر حتي الصباح خاصة بمنطقة بحري وكرموز والرمل والمنتزه والعجمي وغرب الإسكندرية بينما تظل حركة الأسواق كما هي من عملية بيع وشراء وهي مقصورة علي أبناء المنطقة والشوارع المحيطة بها لقيام أبناء المناطق الشعبية بتأمين شوارعهم وأسواقهم ضد أي هجوم إخواني. يقول بلبل هاشم رئيس شعبة الخضروات والفواكه بالإسكندرية انه نتيجة لحظر التجول فإن عمليات نقل الخضروات والفواكه تبدأ منذ بداية النهار حتي ساعات الحظر وبالتالي فعملية توزيع الفواكه والخضروات علي تجار التجزئة تظل طوال الليل للتجار القريبين من سوق الخضروات أما باقي المتعاملين فمصالحهم مصابة بالشلل بسبب ساعات حظر التجول. وبوجه العموم فإننا نقوم بعمليات تأمين مستمرة للوكالة طوال الليل من خلال لجان شعبية من التجار أنفسهم. بصورة عامة فان الحظر يسود علي الإسكندرية في المناطق الراقية والشوارع الرئيسية وطريق الكورنيش أما المناطق الشعبية فهي خارج نطاق الحظر وتتبع القانون الخاص بها.