فرضت قوات الجيش سيطرتها علي ميدان رابعة العدوية بعمل كردونات أمنية حول المسجد والمباني والقاعات الملحقة به حتي انتهاء تحقيقات النيابة وباقي الأجهزة الأمنية والجنائية. وفي الوقت نفسه قامت هيئة النظافة بالاشتراك مع قوات الجيش بتنظيف مكان الاعتصام من المخلفات وبقايا الملابس المبعثرة علي الأرض والأدوية. كما تقوم اللوادر الكبيرة بإزالة الحواجز والجدران التي تم بناؤها في الفترة السابقة وتسوية الطرق والأرصفة التي تم تخريبها علي أيدي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. كما تم الاتفاق بين القوات المسلحة وشركة المقاولون العرب علي ترميم المسجد وإعادة كل شيء لأصله من جديد فور انتهاء تحقيقات النيابة. المشهد أمام مسجد رابعة العدوية لم يكن يسر عدواً ولا حبيباً بعدما احترق المسجد بأكمله وأصبح عبارة عن حفنة تراب من الداخل. وهو ما تسبب في احتراق المصاحف وأجهزة التكييف وجميع مقتنيات المسجد حتي سقط طلاء الحوائط من شدة النيران. وقد وصل الحريق إلي بعض القاعات الملحقة بالمسجد مثل مبني دار الاجتماعات ومركز رابعة العدوية التعليمي والمركز الثقافي الإسلامي. كما تم تكسير أبواب المبني الذي كان يقام فيه المستشفي الميداني وبعض محتوياته من الداخل. تجولت "المساء" في ميدان رابعة العدوية لنشاهد ما آلت إليه الشوارع والمنطقة بعد فض الاعتصام.. ويتصدر مشهد بائعو الخردة من الرجال والنساء والأطفال الذين جاءوا من كل مكان بعربات كارو للبحث في مخلفات الخيام عن أي خردة من حديد وأسلاك وملابس قديمة وأخشاب وكل ما يصلح بيعه. آثار الحريق طالت كل شيء في المكان. حيث احترقت محطة بنزين كبري بشارع الطيران ومدرسة عبدالعزيز جاويش للتعليم الأساسي وجميع الحدائق الخضراء أمام العمارات وتناثر الكثير من صنابير المياه ودورات المياه التي أقامها المعتصمون خلال فترة اعتصامهم. أما العمارات التي داهمها مؤيدو المعزول فقد حطموا أبوابها حتي يتمكنوا من استغلال جميع الطرقات الداخلية لها بل وصل الأمر إلي تكسير أبواب بعض الشقق السكنية التي تركها أصحابها خوفاً خلال الأيام الماضية والمعيشة بداخلها واستغلالها أسوأ استغلال. وتحسر الأهالي علي ما حدث لشققهم التي تم نهبها. ويتساءلون من يعوضنا عن هذه الخسائر التي تكبدناها بسبب اعتصام رابعة؟! قال طارق الشريف -رئيس اتحاد ملاك عمارة 14 بطريق النصر- عشنا 48 يوماً في جحيم تام لا نستطيع دخول بيوتنا أو الخروج منها إلا بعد التفتيش الذاتي وإبراز البطاقات الشخصية لهؤلاء البلطجية وتفتيش حقائب سياراتنا والتحكم في الزائرين الذين يترددون علي ذويهم. كما اقتحموا العمارات واستباحوا كل شيء. حتي قاموا بحرق الحديقة الخضراء الخاصة بالعمارة وأقاموا فيها صنابير مياه علي خطوط المياه الخاصة بالعمارة. كما أنشأوا دورات مياه خلف العمارات وخلف مدرسة عبدالعزيز جاويش واستغلوا هذه المدرسة استغلالاً سيئاً لدرجة أنهم وضعوا فيها أعداداً كبيرة من المواشي كانوا يقومون بذبحها داخل المطعم الذي أقاموه بالمدرسة. أضاف: قام هؤلاء البلطجية باغتصاب 4 أدوار من العمارة للنوم في طرقاتها مستبيحين حرمات السكان. كما قاموا بتكسير أبواب بعض الشقق السكنية التي تركها أصحابها واستخدموا دورات المياه وسرقوا بعض محتوياتها. تقول رشا حسن "إحدي السكانات": لقد تركت شقتي لعدة أيام منذ فترة خوفاً من أعمال العنف. وعندما رجعت وجدت باب الشقة مكسوراً ووجدت بداخلها مخلفات أطعمة وكحك وبيتي فور. وآثار استخدام دورة المياه ومخلفات كثيرة ودماء بقايا قطن وشاش تم استخدامها بصورة سيئة. محمد أحمد محمود سيد "من السكان": أكثر من 75% من السكان في منطقة رابعة العدوية تركوا شققهم خوفاً من أعمال العنف والشغب.. حيث مارس المعتصمون أفعالاً سيئة مثل كسر أبواب العمارات وزجاج الأبواب حتي أنهم كانوا يداون جرحاهم علي سلالم هذه العمارات. مما يثير الذعر في نفوس السكان نتيجة للدماء الغزيرة التي يخلفونها في أروقة العمارات. المهندس مصطفي أحمد "أحد السكان": الحمد الله انزاح كابوس الإخوان الذين جعلوا حياتنا سوداء طوال فترة اعتصامهم.. وسرقوا المياه والكهرباء الخاصة بعماراتنا دون مراعاة للحرام والحلال بحجة أن الضروريات تبيح المحظورات. عبدالرحمن أحمد "طالب" ومحمد رمضان "من السكان": كنا نعيش في مدينة أخري منعزلة عن العالم وتملأها تلال القمامة بعدما كانت من أجل المناطق في مصر. كما تعطلت حياتنا بسببهم. حيث كنا لا نستطيع الذهاب لأشغالنا. حتي المكاتب الهندسية ومكاتب المحاماة والعيادات الطبية الموجودة داخل العمارات كلها أغلقت أبوابها بعد حصار الإخوان للمنطقة. مما عرضهم لخسائر فادحة.