شارع المعز لدين الله الفاطمي أحد أبرز الأماكن التاريخية في عصر الدولة الفاطمية مرورا بجميع العصور وحتي الآن يحتوي علي 33 أثرا تاريخيا واسلاميا من بيوت ومساجد أبرزها مسجد السلطان قلاوون وجامع الأقمر ومسجد الاشرف وبيت السحيمي والقاضي ويمتد الشارع من بوابة النصر والفتوح حتي المتولي. وأصبح الشارع في حالة يرثي لها حتي بعد حكم الاخوان لم يتغير شيئا بل ازدادت الفوضي والبلطجة والاهمال. وازداد الأمر سوءا بعد ثورة 30 يونيو وانتشرت أعمال البلطجة والسرقة والتعدي علي حرم الشارع مما أدي إلي ضيق وإعاقة دخول المارة وتعطلت البوابات الالكترونية بشكل كامل واحتل الباعة الجائلون نهر الشارع مما شوه المظهر الحضاري له. وللتعرف أكثر علي ما يشهده الشارع من فوضي وتسيب استطلعت "المساء" وجهات النظر لأصحاب المحلات الذين أكدوا ان الاهمال يفترس الآثار والشارع تحول إلي سويقات والفوضي أصبحت سداح مداح. أكد اللواء صلاح عبدالمعز ريس حي غرب القاهرة انه سوف يتم إعادة تشغيل البوابات الالكترونية مرة أخري وتخصيص شارع المعز للمشاة فقط وإعادة ترميم المباني الأثرية للحفاظ علي القيمة التاريخية حيث تم تنفيذ 20 قرار ازالة لحالات تعد بشارع الأزهر والدرب الأحمر. أشار اللواء سيف الاسلام انه سيتم إعادة إنشاء كوبري المشاة بشارع الأزهر الذي تم سرقته قبل 30 يونيه واستكمال الأسوار الحديدية لمنع مرور المشاة من منتصف الطريق. يقول وائل جلال صاحب محل مفروشات: شارع المعز لدين الله الفاطمي أكثر شوارع القاهرة ازدحاما بالآثار الاسلامية وهو الشارع الأعظم في القاهرة الفاطمية وقبل الثورة قامت هيئة الآثار بتحويله إلي متحف مفتوح بميزانية كبيرة حيث يوجد به آثار بارزة أهمها باب الفتوح وباب النصر وبوابة المتولي وبه مساجد لها تاريخ اسلامي منها جامع الحاكم بأمر الله ومسجد سليمان أغا وجامع الأقمر ومسجد الظاهر برقوق والاشراف ومسجد قلاوون والغوري وباب زويلة وبه ايضا بيت السحيمي وبيت القاضي. لكن كل هذه القيمة التاريخية والأثرية تتعرض للانتهاك والاهمال والفوضي واهدار المال العام فالشارع كان من المفترض ان يكون متحفا مفتوحا للآثار الاسلامية القديمة ومزارا سياحيا. أما الآن فقد أصبح في حالة يرثي لها بسبب الانفلات الأمني الذي أدي إلي انتشار المشاجرات بالشارع وآخرها حادث الموسكي الذي وصل إلي استخدام السلاح الناري بالإضافة إلي انتشار البلطجية واللصوص. اسلام عبدالهادي صاحب محل: هناك تعديات صارخة علي الشارع حيث تقوم بعض أصحاب المحال بافتراش بضائعهم خارج المحلات مما تسبب في ضيق الشارع وإعاقة دخول وخروج المارة بالإضافة إلي قيام بعض الباعة بالاستيلاء علي الأرصفة التي تدخل ضمن الحرم الأثري لسور القاهرة الشمالي وقيام بعض البلطجية بتحويلها إلي ساحة انتظار للسيارات مقابل 5 جنيهات لكل ساعة مما تسبب في انهيار بعض الكتل الحجرية لمسجد الغوري. أضاف ان البوابات الالكترونية لم تعد تعمل منذ ثورة 25 يناير مما أدي لدخول سيارات النقل وغيرها للشارع. يقول وائل عزت صاحب بازار: هناك حركة من الركود وانعدام حركة البيع والشراء واختفاء السياح من المنطقة بسبب الأحداث الجارية وانتشار أعمال البلطجة. يضيف الحاج أنور حسن صاحب محل عطور: بيت السحيمي وبيت القاضي أهم البيوت التاريخية التي تتم تطويرها بالشارع لكنه للأسف تحول إلي ساحة انتظار وجراج مفتوح للسيارات. يقول محمد كامل صاحب محل ملابس: الشارع يحتاج إلي خطة لإنقاذه من التعديات لحماية التراث المصري. مشيرا إلي ان اللصوص والبلطجية قاموا بسرقة فوانيس الاضاءة المعلقة بالمساجد الأثرية والتي لها طابع خاص يتناسب مع تاريخ الشارع. يؤكد اللواء صلاح عبدالمعز رئيس حي وسط القاهرة: ان الحي تمكن منذ ثلاثة أشهر من تنفيذ 20 حالة إزالة وحالات تعدي بمنطقة الدرب الأحمر والأزهر. أما بالنسبة لتطوير شارع المعز فهناك تنسيق مع وزارة الثقافة لإعادة الشارع إلي رونقة حيث انه يضم حوالي 33 أثرا اسلاميا وخلال الفترة القادمة سوف يتم تشغيل البوابات الالكترونية وتخصيص الشارع للمشاة وإعادة ترميم بعض المباني بالشارع لحمايتها لأنها تعد أثرا تاريخيا. أضاف ان وزارة الثقافة قامت بتفعيل بروتوكول العمل لإعادة تطوير منطقة الغورية التي تقع بين باب النصر ومدخل الغورية واسنادها لشركة المقاولات. أكد انه سيتم الاقتداء بتجارب الدول الأخري في كيفية الحفاظ علي المباني القديمة وتحويلها إلي مدن ثقافية وسياحية مفتوحة وهذا العمل يحتاج تضافر جهود وزارة الثقافة والسياحة والآثار والجمعيات الأهلية وذلك بعد انتهاء الأحداث التي تمر بها البلاد. ويقول اللواء سيف الاسلام عبدالباري نائب المحافظ للمنطقة الغربية انه سيتم إعادة انشاء كوبري الأزهر الذي تم سرقته قبل ثورة 30 يونية واستكمال الأسوار الحديدية لمنع مرور المشاة من منتصف الطريق بعد الفوضي التي سيطرت علي المنطقة بأكملها وحالة الانفلات التي عانينا منها خلال الفترة القليلة الماضية. أضاف انه تم الانتهاء من تغطية أرضية شارع الغورية بالجرانيت حتي بوابة المتولي بالإضافة إلي الانتهاء من تطوير الأجزاء العلوية لمسجد قصر الغوري وإعادة الأمن به بعد السرقات التي تعرض لها قبل ثورة 30 يونية وسيتم إزالة جميع الاشغالات وإعادة فتح البوابات الالكترونية.