الحرب في سوريا مستمرة مع غياب المساعي الحقيقية للتوصل إلي حل سلمي للأزمة المتفاقمة. والتي تترك بصمتها الواضحة والمخيفة علي المدن السورية. الواحدة بعد الأخري. وكأن الاعصار يمر بها. فيخلفها أثرا بعد عين. الحملة العسكرية التي يشنها النظام علي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة لا ترحم بشرا ولا توفر حجرا. في القصير. لم يبق شبر ناج من الدمار. وفي حمص. تبدو المدينة وكأنها عادت إلي العصور الحجرية. وها هي حلب. بشهادة منظمة العفو الدولية. مدمرة تكاد تكون خالية من أي أثر للحياة. فقد أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن حلب ثاني المدن السورية. قد دمرتها الحرب منذ عام. وأن سكانها يتعرضون للقصف اليومي العنيف من قوات النظام. ولسوء المعاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. أي لا نجاة لها من يد أي من طرفي النزاع. وأفادت دوناتيلا روفيرا. المسئولة في المنظمة. بأن حلب مدمرة بالكامل. مشيرة الي فرار عدد كبير من سكانها. حفاظًا علي أرواحهم. وأصدرت المنظمة تقريرًا يشمل صورًا بالاقمار الصناعية لعدد من احياء حلب. قبل بدء المعارك بين الجيش والمعارضة في يوليو 2012 وبعدها. عندما سيطر المعارضون علي انحاء عدة في المدينة. التي بات أكثر من نصفها بين أيديهم. قال التقرير إن القوات الحكومية قصفت بلا هوادة وبلا تمييز المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. والمدنيون هم أول وأكثر من يعاني هذه الهجمات الجوية القاتلة. فيما يتعرضون في الوقت نفسه لسوء معاملة من طرف مجموعات مسلحة معارضة تسيطر علي مناطق وجودهم. في عمليات القصف تلك. تعرض عدد غير محدد من المدنيين للقتل والتشويه. كما أعربت العفو الدولية عن قلقها حيال المواقع التاريخية في المدينة. لا سيما السوق القديمة التي احترق جزء منها. ومئذنة المسجد الاموي التي دمرت. وافادت المنظمة بأن الطرفين المتواجهين. استنادًا الي القانون الانساني الدولي. ملزمان باحترام وحماية المواقع التراثية. لكن أحدًا لا يعير هذا الأمر اهتمامًا.