اسئلة عديدة وردت من القراء يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا.. عرضناها علي الشيخ محمد ربيع أحمد من علماء الأوقاف وامام مسجد المغربي بوسط البلد فاجاب بالآتي: * يسأل سامي عطية بهلول: ما هو سر الحروف المتقطعة في أوائل بعض السور القرآنية.. وهل هناك علاقة بينها وبين عددها في السور؟ ** للعلماء رأيان في الحروف المتقطعة في أوائل بعض السور. فالرأي الأول: انها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله. ويجب ان يوكل علمه إلي الله وحده. والرأي الثاني: ان لها معاني. واختلفوا في هذه المعاني. وكلها آراء اجتهادية ولكنها علي كل حال تبين للكفار وهم أرباب الفصاحة والبلاغة أن القرآن الكريم كلام مركب من الحروف التي يتركب منها كلامهم ومع ذلك عجزوا عن الاتيان بمثله. وقد قام بعض الناس بحصر الحروف الموجودة في آيات السورة التي بدأت بالحروف المقطعة فوجدوا انها أكثر من الحروف الأخري. وهذا يزيد التأكيد ان حروف القرآن هي حروف كلام العرب ومع ذلك عجزوا عن الاتيان بمثله. وأوجه الاعجاز غير اللغوي كثيرة. افردت لها مؤلفات خاصة. والله أعلم * يسأل أحمد رجب عرابي: بعض الجمعيات تدعو الناس لاخراج الزكاة من أجل "الغارمين" أي من عليهم ديون يعجزون عن الوفاء بها فما الحكم؟ ** جعل الله تعالي: "الغارمين" ضمن مصارف الزكاة فالله تعالي قال: "انما الصدقات للفقراء.. والغارمين" سورة التوبة .60 والامام القرطبي يقول: هم الذين ركبهم الدين ولا وفاء عندهم به لفقرهم أو عدم قدرتهم علي السداد فهنا اوجب الشرع لهم الزكاة لما روي في الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال: اصيب رجل في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها فكثر دينه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "تصدقوا عليه". وذكر الماوراي في "الاحكام السلطانية" ان الغارمين صنفان: صنف منهم استدانوا في مصالح انفسهم فيرفع إليهم مع الفقر دون الغني ما يقضون به ديونهم وصنف منهم استدانوا في مصالح المسلمين فيرفع إليهم مع الفقر والغني قدر ديونهم من غير فضل. وعلي ذلك فاخراج الزكاة للغارمين أمر محمود شرعاً ونحن نشجع عليه ونحن المسلمين عليه حتي يكون التكافل الاجتماعي الدال علي قوة وخيرية محمد صلي الله عليه وسلم.. والله أعلم * يسأل ل.م: ما حكم لبس السواد علي الميت؟ ** معلوم ان الحداد علي الميت مشروع للنساء لا للرجال وليس كل النساء فيه سواء فهو واجب علي الزوجة لوفاة زوجها مدة العدة "اربعة اشهر وعشر" وجائز لها علي غير زوجها ثلاثة أيام فقط ويمنع بعدها. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد علي ميت فوق ثلاث إلي علي زوج أربعة اشهر وعشرا. ومن مظاهر الحداد لبس الملابس التي لا تدل علي الفرح والسرور والناس مختلفون في اعرافهم في هذا الموضوع ففي بعض البلاد يحدون علي موتاهم بلبس الملابس البيضاء وغيرهم يحدون بالملابس السوداء وهكذا. والمهم ان حداد المرأة علي غير زوجها لا يجوز ان يتعدي ثلاثة أيام والتي لم يمت لها قريب لا يجوز ان تجامل امرأة أخري في لبس السواد إذا كان احدهما غير مشروع فإن المجاملة فيها نوع من الرضا أو فيها عون علي غير ما شرع الله والرجال أولي بمراعاة هذا الحكم من النساء.. والله أعلم سجدة التلاوة * ماذا يجب علينا إذا سمعنا آية قرآنية بها سجود تلاوة ونحن نسير في الطريق العام؟ ** من قرأ أو سمع آية فيها سجود تلاوة يسن له عند جمهور الفقهاء ان يسجد سجود تلاوة فإن لم يسجد فلا عقوبة عليه لأنها سنة إلا ان ابا حنيفة رحمه الله قال بأنها واجبة فإن كان طاهرا حين سمعها أو قرأها وجب عليه ان يسجد وإلا فهي في ذمته يجب عليه ان يسجد بعد ان يتطهر. فلو كان الإنسان ماشياً في الطريق العام وهو متوضيء وسمع آية بها سجود تلاوة يسن له ان يسجد علي أي مكان طاهر يكون قريبا منه فإن لم يسجد فلا ذنب عليه ويقوم مقامها عند الشافعية قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" اربع مرات. فذلك يجزئه عن سجدة التلاوة حتي لو كان متطهراً وعند ابي حنيفة: إن لم يتمكن من السجود في الطريق فليسجد عندما يصل إلي مكان يسهل عليه اداؤه فيه.. والله أعلم * تسأل ل.م: أعمل مربية لأطفال رضع في حضانة والأطفال يبولون علي ملابسي واجد مشقة في خلعها وغلسلها من أجل الصلاة فهل يكفي المسح عليها دون حاجة إلي غسلها؟ ** روي البخاري ومسلم ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يؤتي بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم بالتمر فأتته أم قيس بنت محصن بابن لها لم يأكل الطعام فبال في حجره صلي الله عليه وسلم فلم يزد علي أن دعا بماء فنضحه أي رشه علي ثوبه ولم يغسله غسلاً وروي أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي قوله صلي الله عليه وسلم "بول الغلام ينضح عليه. وبول الجارية يغسل" أي الفتاة. قال قتادة: وهذا ما لم يطعما فإن طعما غسل بولهما. وعليه فإن المشهور والصحيح عند الشافعية والحنابلة وابن وهبي وأبو حنيفة وهو نضح بول الولد وغسل بول البنت كما يدل عليه حديث أحمد هذا للامهات في البيوت. اما السيدة الفاضلة العاملة في دار رعاية الرضع فإننا نهيب بها ان تجعل ثوباً للعمل وثوبا للصلاة وذلك لرفع المشقة عنها. أما إذا كانت مضطرة فلها آن تستعين بالكوافيل التي تمنع رشح الماء كالحفاضات الموجودة الآن. أما إذا تعرضت لبول الاولاد والبنات ممن اكلوا الطعام فبالاجماع لا تجوز الصلاة في هذا الثوب حتي تغسله وتصلي في ثوب طاهر.. أما إذا كانوا رضع فقط فتمسح للذكور وتغسل للبنات.. والله أعلم