أثار انتباهي في تصريحات اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية التي نشرتها جريدة "الجمهورية" بالأمس أنه ركز علي ثلاثة أمور هي: * أن حركة المحافظين الجدد ستصدر خلال هذا الأسبوع وأن الوزارة ستتقدم بترشيح عدد منهم ممن لديهم الخبرة بالإدارة المحلية وبالحكم المحلي. * وضع تصور خاص لتنمية سيناء. * تلبية احتياجات المواطنين في كافة القطاعات الخدمية من خلال التركيز علي مشروعات رصف الطرق ونظافة الشوارع والكهرباء والإنارة. وبداية لابد أن نقر للوزير الجديد أن له سابق خبرة كبيرة في الإدارة المحلية من خلال توليه منصب المحافظ لعدة محافظات. وكانت البداية في قنا التي نقلها نقلة نوعية أبهرت كل من زارها من حيث النظافة ورصف الطرق ونشر الخضرة في كل أرجائها وتنمية مواردها. ومن هنا نشعر أن الوزير في ترشيحاته للمحافظين الجدد سيعمل علي اختيار الأكفأ حتي نري صدي طيباً لعمله ولإدارته المحلية. وفي هذا الصددر فإنني أود أن أذكر الوزير برجل له باع طويل في الإدارة المحلية وله شعبية اكتسبها من تلاحمه مع الجماهير. وكانت له انجازات أكثر من رائعة كنائب لمحافظ القاهرة ثم في المحافظة التي تولاها لفترة محدودة ولم تمهله الأحداث ليتم ما أنجزه.. وهو المحافظ السابق لحلوان قدري أبوحسين. أعتقد أن الوزير عادل لبيب يعرف عن هذا الرجل أكثر مما أعرفه أنا أو غيري باعتبار الصلة الوثيقة التي جمعتهما في نفس ميدان الإدارة المحلية. ويعرف الانجازات التي قطعها في هذه المحافظة التي كانت وليدة.. ثم تلاشت هذه الانجازات بعد إلغاء حلوان كمحافظة وعودتها إلي حضن القاهرة.. إن قدري أبوحسين مكسب حقيقي لأي محافظة يتولاها.. أقولها بصدق لا ابتغي بها إلا وجه الله والمصلحة العامة. الوزير تحدث أيضاً عن تصور لتنمية سيناء.. والكلام عن هذه البقعة العزيزة من أرض مصر تكرر كثيراً منذ سنوات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.. ثم الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.. وكيف سمعنا وقرأنا عن الاهتمام البالغ بتنمية سيناء باعتبارها البوابة الشرقية لحدود مصر. وضرورة الاهتمام بأبنائها تعليمياً وصحياً ومهنياً وإقامة المشروعات الإنتاجية لاستيعابهم كعاملين منتجين ينضمون إلي قافلة العمالة في مصر. كلام كثير.. وتصريحات عديدة.. وللأسف كلها لم تظهر كعمل فعلي علي أرض الواقع.. وما نراه يحدث في سيناء الآن ما هو إلا نتيجة لإهمال هذا الجزء العزيز من أرض مصر.. فهل آن الأوان يا سيادة الوزير لترجمة الأقوال والتصريحات إلي عمل ملموس علي أرض سيناء؟! الوزير تحدث أيضاً عن تلبية احتياجات المواطنين في كافة القطاعات الخدمية وركز علي مشروعات رصف الطرق.. وأود أن ألفت انتباه الوزير إلي أن شوارع القاهرة كلها بلا استثناء أصبحت في حالة يرثي لها.. فأنت تسير فيها راكباً سيارة أو ماشياً علي قدميك وكأنك تسير في صحراء الربع الخالي. الرحمة يا سيادة الوزير بسكان القاهرة الذين يعانون الآن سوء حالة شوارعهم التي أصبحت لا تليق بأكبر عاصمة في القارة الأفريقية. نحن بحاجة إلي عمل جاد.. ولن يتحقق ذلك بالتصريحات التي تتكرر في كل عهد.. ولكن بالنزول إلي أرض الواقع.