كنت الابنة الكبري في أسرة مكونة من خمسة أفراد كان أبي يعمل باليومية وأمي ربة بيت وفرا لنا حياة هادئة مستقرة. تزوجت من شاب مكافح ورزقني الله بطفلين وكان كل شيء يسير وفق ما أتمني حتي بدأت المحن تتوالي علينا فكانت البداية نشوب حريق كبير في الشقة التي تقيم فيها أسرتي وكانت أمي هي الوحيدة الموجودة في الشقة وقت الحادث فماتت قبل أن تصل للمستشفي ولحق بها أبي بعد شهور قليلة حزنا عليها. تنازلنا عن الشقة للمالك مقابل مبلغ تنازلنا جميعا عنه لأخي ليتزوج به وانتقلت شقيقتي للإقامة معي فلم يتحملها زوجي وخيرني بين الطلاق أو التخلي عنها. اخترت شقيقتي وطفلي. وتنازلت له عن كل شيء واستأجرنا شقة صغيرة أقمنا فيها وخرجت للعمل في البيوت سعيا علي شقيقتي وطفلي. واصلت كفاحي عليهم حتي اصيبت شقيقتي الصغري بسرطان الدم ودخلت معها رحلة مضنية من العلاج والمتابعة ولكن لم يرد لها الله الشفاء ولحقت بأمي وأبي وتركت لي جرحا عميقا لا تداويه الأيام لكني حاولت التماسك لأواصل رحلة كفاحي. تعبت من المسئولية وأخذت صحتي تضعف ولم أعد قادرة علي مواصلة العمل يومين متتاليين فتراكم علينا إيجار الشقة وطردنا صاحب البيت. أخذنا نطوف في الشوارع حتي وجدنا بعض جيراننا يرشدونا لوجود شقق خاوية في مساكن النهضة يقيم فيها من لا مأوي لهم حتي يتم تخصيصها. انتقلنا للإقامة هناك وكانت المفاجأة أنه بعد بحث حالتنا مع باقي الموجودين تقرر تخصيصها لنا ولكن بمقدم خمسة آلاف جنيه. فشلت في تدبير أي جزء من المبلغ المطلوب وتم منحي مهلة لم يتبق منها سوي أسبوع لسداد المقدم أو إخلاء الشقة لهذا استغيث بكم لتساعدوني حتي لا تضيع منا هذه الفرصة ونعود للشارع. ص . ف