ومازال شعب مصر العظيم عليهم.. ويعلم شعوب العالم الباحثة عن الحرية والكرامة والعزة.. ويسطر صفحاته الخالدة في تاريخ الإنسانية.. خرج عن بكرة أبيه.. وزحف بالملايين في ربوع أرض الكنانة دفاعا عن مكاسب ثورته.. وأذهل العالم من جديد.. بهذا الزحف الذي فاق الخيال.. زحف لم تعرفه البشرية في تاريخها علي الاطلاق فاق يوم ثورته الخالدة في 30 يونية ليعلن انه إرادة الشعوب لا يستطيع أحد أن يقف أمامها.. انها عبقرية الشعب المصري صاحب أعرق وأعظم حضارة عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ.. ليؤكد أن إرادته هي التي أسقطت دولة الإخوان.. مثلما أسقطت من قبل دولة مبارك وفي الثورتين انحاز جيش مصر الباسل أعظم جيوش العالم انتصارا وشرفا وانجازا لتلك الإرادة الشعبية وهذا الطوفان البشري الرهيب وانه جيش وطني كان درعا لثورته الخالدة في يناير ويونيو وحاميها وقاد الشعب للعبور بإرادته وبالوطن وبثورته عبر الأمان بالانحياز لتلبية أهداف ثورته المشروعة في الحرية والعيش والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والمساواة.. والديمقراطية.. وطبقا لخارطة المستقبل التي حددها الشعب بقيادة شباب حركة "تمرد" الرائع سلم نسر النيل الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة والذي تحمل علي عاتقه مع رجال وقادة القوات المسلحة البواسل العظام مسئولية إنقاذ الوطن وتنفيذ خارطة المستقبل لأرض الكنانة بتسليم مقاليد الحكم لرئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور ليعيد لمصر دولة سيادة القانون ليبدأ شعبها بناء جمهوريته الثالثة دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا مكان فيها للمتطرفين الذين يجعلون من الدين الإسلامي الحنيف قناعا لهم للوصول للسلطة.. ونسي هؤلاء ان مصر كنانة الله في الأرض وشعبها المتدين بطبعه هي من صدرت الدين الإسلامي بوسطيته وسماحته لكل أنحاء العالم.. كان رد شعب مصر بزحفه الرهيب والخيالي أبلغ رد علي أعدائها الذين يريدون إشعال الفتن في هذا الوطن سعيا لانهياره بترديد نغمة ان مصر شهدت انقلابا عسكريا علي الديمقراطية.. وهو كلام كذب وافتراء.. وشهد شاهد من أهلها وأقصد هنا أمريكا عندما أعلن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني في بيانه يؤكد فيه ان الجيش المصري منع بشكل مؤكد وقوع حمامات دم كانت ستترك جروحا في مصر علي مدار عقوده ليخرس بذلك كل الألسنة التي تسعي لانهيار مصر المحروسة وإذا كنا ننتظر من الدستور الجديد الذي يجب إعادة كتابته من جديد بمعرفة لجنة من فقهاء الدستور لا يزيد عدد أعضائها علي عشرة من رجال القانون بعيدا عن رجال السياسة ليكون دستورا يعبر عن كل أطياف الشعب ولا يخدم حزبا بعينه ويكون هو الأساس الذي نبني عليه جمهوريتنا الجديدة الثالثة وتحديد اختصاصات وسلطات كل من رئيس الجمهورية والبرلمان إذا ننتظر من هذا الدستور الجديد بعد أن أسقطت الشرعية الثورية دستور الإخوان ان ينص صراحة علي منع إنشاء أحزاب ذات المرجعية الدينية فنحن ننتظر من الأزهر الشريف أن يسارع بإطلاق قناته الفضائية ليتحمل مسئولياته في تعليم شبابنا والمجتمع سماحة الدين الإسلامي وأن يتصدي لكل مظاهر العنف والتطرف التي تتبناها الجماعات الجهادية التكفيرية للمجتمع والتي تعتبر حكرا عليهم وكأن لديهم توكيل هذا الدين العظيم آخر الرسالات السماوية حتي ان الإخوان حدثونا عن المشروع الإسلامي والذي وضح انه وهم كبير لا وجود له علي أرض الواقع.. ان الجمهورية الجديدة تحتاج بعد هذا التوحد العظيم والمصالحة الشاملة بين جموع الشعب المصري في ثورة يونيو تفعيل القانون وإعلاء سيادة القانون ليكون سيفا علي كل فاسد أو إرهابي أو بلطجي.. فالدين لله.. والوطن للجميع.. ويقول الله سبحانه وتعالي "ادعو ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" صدق الله العظيم.. الشعب المصري ينتظر مشروعاً قومياً لمحاربة الفساد والفاسدين ففي عهد مبارك سيطر واستولي 20% من الشعب علي ثروة البلاد وترك 80% من الشعب فقيرا يعاني الأمرين والحرمان في الملبس والمأكل والمشرب والتعليم والصحة لغياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة.. فكان ذلك قمة الفساد والظلم لذلك كانت ثورة يناير التي فجرها شباب مصر الرائع مثلما فجر بقيادة حركة تمرد ثورة يونيو الحالدة دفاعا عن هوية مصر وترابها بسلميتها ومظهرها الحضاري لتحقيق حلمه المشروع والبسيط في العيش والحرية والكرامة الإنسانية.