* حالة عدم الاستقرار التي لازمت الحياة في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير كانت سببا رئيسيا في أن ينتصر الشعب المصري مرة أخري مطالبا بتعديل مسار ثورته من أجل أن تستكمل أهدافها المرسومة. * لذا وجدنا شباب أرض الكنانة ينتفض في الثلاثين من يونيو في صورة رائعة أبهرت العالم أجمع حيث تجمع في ميادين مصر بالملايين لا لشيء سوي استكمال أهداف ثورته المجيدة التي كادت تضيع وسط أناس "ركبوا" الثورة واعتلوا سدة الحكم دونما أدني خبرة لإدارة شئون البلاد مما أدي إلي إغراق البلاد في مشاكل لا حصر لها علي جميع المستويات. من جانب آخر فإن الدور الحيوي البناء الذي قامت به القوات المسلحة الباسلة كان له عظيم الأثر في إعادة الأمور إلي نصابها الصحيح.. وقد سبق وحذرت قياداتها العامة من تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية بل وأعطت المهلة تلو المهلة من اجل إيجاد حل لصراع الفرقاء ولكن لا حياة لمن تنادي حتي اضطرت أخيرا إلي فرض الأمر الواقع وكان أن وضعت خارطة الطريق بمشاركة سائر أطياف القوي السياسية علي الساحة المصرية حتي تستطيع مصر أن تقف من جديد علي أقدام ثابتة دونما اهتزاز ومن ثم تبدأ أولي خطواتها نحو تحقيق أهداف ثورتها المجيدة. فتم عزل رئيس الدولة وحكومته وتعطيل مؤقت للدستور مع تولي رئيس المحكمة الدستورية مقاليد الحكم في البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وقبلها تشكيل حكومة كفاءات وطنية. * هذه الخطوة من جانب قيادات الجيش استجابة لنبض الشارع كان لها أثرها الفعال وصداها الرائع في معظم دول العالم حيث باركت الخطوة التي اتخذتها القوات المسلحة وأبدت الكثير من الدول العربية سعادتها بل واستعدادها التام لمد يد العون والوقوف إلي جانب مصر الدولة والشعب والحكومة مساندة لها في أزمتها من أجل الخروج الآمن والبدء في تسريع خطي الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي فكفي ما مضي وكفي الأزمات التي مرت بها مصر علي مدي سنواتها الطوال. * إن الشعب المصري يأمل في القيادات المصرية الجديدة أن تكون هي الربان الماهر الذي يستطيع أن يعبر بسفينة الوطن إلي بر الأمان كي تتحقق الانتعاشة التي يتمناها كل مصري محب لهذا البلد فكم عاني أبناء مصر صنوفا من الآلام المتنوعة المتعددة والتي نرجو لها أن تزول قريبا وقريبا جداً. * أخيرا حكومة الكفاءات الوطنية التي تحدثت عنها خارطة الطريق نرجو أن تضم كفاءات كما نصت وأن تبتعد قدر المستطاع تلك الحكومة عن المبدأ البغيض "أهل الثقة أولي من أهل الخبرة" لأننا عانينا من ذلك كثيرا خلال الحقب الماضية. عاشت مصر واحة للأمن والأمان بانية حضارتها ومجدها بأيد أبنائها وشبابها.