تحولت قاعة محكمة القاهرة الجديدة إلي ميدان تحرير مصغر قبل وبعد صدور حكم محكمة جنح أول طنطا برئاسة المستشار محمد فوزي والمنعقدة بالتجمع الخامس بحبس الناشط السياسي أحمد دومة 6 أشهر مع الشغل وكفالة 5 آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ وغرامة 200 جنيه لاتهامه بإهانة رئيس الجمهورية ونشر اخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام حيث تباري ما يزيد عن ال150 من النشطاء السياسيين وبعض الوجوه الفنية البارزة أمثال الممثلة جيهان فاضل وحمادة المصري وأحمد حرارة وزيزو عبده وميرفت موسي "بطلة صفعة المقطم" وعلاء عبدالفتاح وزوجته وشريف الصيرفي "أحد مؤسسي صفحة البلاك بلوك" في ترديد أغاني وهتافات ميدان التحرير وأغاني الأولتراس مثل: "حرية" ورددوا هتافات معادية للإخوان المسلمين والرئيس ثم رددوا أغنية "50%". قام زيزو عبده عضو 6 أبريل بغناء موال "اسمع مني حكاية الثورة" ومن بعده انطلقت الهتافات التي تطالب بحرية "دومة" وهتافات "قولي يا باشا قولي يابيه أحمد دومه عمل إيه؟" وقام بعض أنصار دومة باعتلاء المنصة ورفعوا لافتات مكتوب عليها البراءة لدومة "صائد الفراشات" قبل أن يوزع عدد من أعضاء حملة "هنحررهم" بياناً ورقياً يحتوي علي التعريف بشخصية دومة ومواقفه الثورية علي حد وصف البيان التي بدأت عندما كان في الرابعة عشرة من عمره ومواقفه البطولية بعد اختراق الحدود للنضال من أجل تحرير غزة ثم إلقاء القبض عليه من قبل السلطات وصدور أحكام ضده بالحبس لمدة 4 سنوات ونصف السنة ثم صعد عدد من أنصاره إلي المنصة قبل انعقاد الجلسة وأعلنوا براءة دومة من التهمة الموجهة إليه. أكد رامي غانم عضو المركز العربي لحقوق الإنسان ومحامي "دومة" أنه سيتقدم باستئناف علي الحكم بمجرد إيداع أسبابه وأن موكله سيغادر السجن اليوم الثلاثاء بمجرد تسديد الكفالة بخزانة محكمة طنطا بعد أن اتفق مع رفاق "دومة" علي تجميع مبلغ الكفالة ال5 آلاف جنيه علي هيئة عملات فضية وسيكون سداد الكفالة بمحكمة طنطا تبعاً لمحل إقامة دومة وهو مدينة طنطا بمحافظة الغربية. بمجرد سماع أنصار دومة لمنطوق الحكم بحبسه 6 أشهر ثاروا وحاولوا تكسير القاعة والهجوم علي المنصة والاشتباك مع أفراد الأمن ولم ينقذ المحكمة من التحطيم سوي وقوف رامي غانم محامي دومة بينهم وأقنعهم بأن "دومة" سيخلي سبيله بمجرد سداد مبلغ الكفالة فتحولت هتافاتهم ضد جماعة الإخوان المسلمين والمرشد والرئيس والقضاء والداخلية. وكادت تحدث مشاجرة مع أحد أفراد الشرطة الذي بادلهم السباب قبل أن يتدخل زملاوه لإبعاده لكي لا تتطور الأمور. تباينت ردود الأفعال علي وجه "أحمد دومة" قبل النطق بالحكم وبعده فقد ظهر بقفص الاتهام وهو شاحب الوجه وأشار لأنصاره بالعدد 6 وكأنه كان يعلم مدة الحبس التي سيعلنها القاضي وظهر بابتسامة صفراء أخفي بها ملامح قلقه وتبادل مع أنصاره التلويح بعلامات النصر فظهر القلق والتوتر علي زوجته نورهان حفظي التي جلست بجوار القفص وأخذت تعض علي أصابع يدها من فرط القلق وبعد الحكم ظهرت الفرحة علي وجه "دومة" ورفع علامات النصر مرة أخري قبل أن ينصرف لمحبسه ببنها وظلت زوجته لفترة طويلة مصدومة وبعد أن تأكدت من إخلاء سبيل زوجها تهللت أساريرها وطلبت من أنصار "دومة" مغادرة القاعة وعدم الاحتكاك بالأمن. قالت ل"المساء": فخورة أن زوجي أول معتقل سياسي يحكم عليه بالحبس بعد الثورة وفي عهد الإخوان. وأعلنت الدخول في اعتصام مفتوح وستعلن في مؤتمر صحفي عن مكان الاعتصام. عقب الحكم قالت الممثلة جيهان فاضل: أصبحنا نحاكم علي آرائنا السياسية وظننت أن تهمة إهانة الرئيس قد انتهت من قاموس حياتنا بعد الثورة.