في أول حديث له بعد انتخابه رئيساً لغرفة التجارة الأمريكية.. أكد أنيس اكليمندوس أن بعثات طرق الأبواب التي تشارك فيها الغرفة ليست للتسول من الدول. ولكن هدفها زيادة التعاون المشترك بين مصر والدول المستهدفة. قال: أنا حزين علي لجوء مصر لسياسة المنح والقروض من الدول العربية والأجنبية في الوقت الذي وهبها الله فيه ميزة نسبية في أشياء كثيرة منها عدد المستهلكين البالغ 90 مليون نسمة. بالإضافة إلي أثار غير موجودة في بلد آخر بالعالم ومناطق جذب سياحي مثل شرم الشيخ التي تضم استثمارات بحوالي 200 مليار جنيه. أضاف أن الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي ليس هو الحل ويجب النظر إلي خيرات مصر واستغلالها واكتشاف ما بها من فرص لم تستغل بعد. أشار إلي أن اتفاقية الكويز لصالح الاقتصاد المصري خاصة إذا تم تطبيقها علي المنتجات ذات التعريفة الجمركية المرتفعة مثل المنسوجات مؤكداً أن الغرفة تهتم حالياً بالتصنيع المحلي بهدف التصدير. * في البداية سألناه: هل نحن في احتياج للمعونة الأمريكية؟ * المعونة الأمريكية لمصر مهمة جداً خاصة العسكرية التي يتم توجيهها لشراء الذخيرة والتدريبات وصيانة الأسلحة. ولابد أن نصل لمرحلة الحكمة لكي نتعرف علي كيفية التعامل مع هذه المعونة. والأصوات التي تنادي بمقاطعة أمريكا أصوات خاطئة.. فعلي الرغم من ضآلة رقم المعونة بالنسبة لميزانية الدولة لكن اهميتها ترجع إلي كيفية استخدامها حيث توجد معونات سابقة تم منها بناء مشروعات قومية. لذا يجب أن ننتقي المشروعات التي تنفذ من هذه المعونة بدلاً من انتقاد الجهة المانحة. * وما دور الغرفة في دعم العلاقات مع أمريكا؟ * للغرفة الأمريكية دور كبير في دعم العلاقات المصرية الأمريكية. وهو دور اقتصادي فقط حيث يتم تنفيذ مشروعات تنموية وتجارية بين البلدين ويكون لها مردود كبير علي تنمية الاقتصاد وذلك لأن أمريكا دولة محورية ونحن مضطرون للتعامل معها خلال الفترة القادمة. * هل للغرفة دور سياسي أم اقتصادي في مجال دعم العلاقات المصرية الأمريكية؟ ** لكي نكون واضحين فالغرفة ليس لها صلة بالعلاقات الأمريكية أو الحكومة المصرية ولا تمثل الحكومة المصرية في بعثات طرق الأبواب وأننا نذهب في تلك البعثات ليس للتسول بل بهدف التعاون المشترك بين البلدين مؤكداً اصابتي بحالة من الحزن عندما أجد المسئولين يعودون من الدول ويحصلون علي منح وقروض مالية ويفتخرون بذلك علي أنه انجاز فبدلاً من ذلك يجب علينا زيادة الانتاج واستغلال الموارد بدلاً من الاستجداء من العرب وغيرهم ولم يتم ذلك إلا بالانتاج فمصر دولة كبيرة لديها موارد عظيمة. * ما هي نتائج بعثات طرق الأبواب السنوية التي تقوم بها الغرفة؟ ** هناك شركات عالمية بدأت عن طريق الغرفة في العمل بمصر والتسويق لباقي الدول الأخري مثل شركة هاينز والأباتشي وكوكاكولا. * هل هناك احجام من السيدات عن المشاركة كأعضاء في الغرفة وخاصة أن عددهن أقل بكثير من الرجال في مجلس الإدارة؟ * السيدات في الغرفة لهن دور هام جداً ونعتز بهن جميعاً. ولو تم تهميش المرأة سيتم تهميش المجتمع كله لأنها نصف المجتمع. * هناك أقاويل تتردد بأن معظم أعضاء الغرفة يتحدثون باسم مصر في المحافل الدولية؟ * أعضاء الغرفة لا يتكلمون باسم مصر في أي محفل دولي بل إننا والمسئولين بالدولة نكمل بعضنا البعض بدليل أننا قبل السفر لبعثات طرق الأبواب نجتمع مع كل مسئولي الدولة لبحث سبل التكامل معهم لأننا جميعاً في خندق واحد. * هل سيكون هناك تنسيق مع لجنة "تواصل" الرئاسية مع رجال الأعمال؟ ** قال انه سيكون هناك تواصل مع تلك اللجنة خلال الفترة القادمة لأننا نعيش في وطن واحد وخاصة انه تربطني علاقة صداقة قوية مع رئيس اللجنة حسن مالك وهناك أعضاء في جمعية "أبدأ" التي يترأسها في نفس الوقت أعضاء في الغرفة فهدفنا واحد هو مصلحة مصر ولا يهم من يحكم ومن يسيطر مسلم أو مسيحي طالما الذي يحكم ليس فصيلاً واحداً بل يكون معه باقي قوي الشعب. فعندما أراد والدي تعليمي اللغة العربية الفصحي جاء إلي شيخ أزهري بجبة وقفطان وكان يقوم بتحفيظ القرآن لنا لإتقان اللغة العربية. * هل تستطيع الغرفة أن يكون لها دور في توقيع اتفاقية تجارة حرة بين مصر وأمريكا خلال المرحلة القادمة. ** اتفاقية التجارة الحرة لها مميزات كثيرة ولو نظرنا لها بنظرة ضيقة نجد أنها في غير مصلحة مصر ولكنها في الحقيقة تعطي مصداقية تجارية لمصر من حيث التجارة مع الدول الأخري بل إننا في عام 2007 وصلنا إلي نسبة 97% من اشتراطات اتمام تلك الاتفاقية التي تمر بأربع مراحل حتي تصل للتوقيع وتبدأ بمرحلة المفاوضات ولو أمريكا عزمت علي إعلانها ستكون أفضل فرصة لمصر لتشجيع باقي الدول للتجارة مع مصر خاصة أنه كان يوجد قانون بالكونجرس الأمريكي من عهد جورج بوش يعطي رئيس الجمهورية الحق في اعفاء أي دولة من تلك الاشتراطات لكن تم الغاؤه في ذلك القانون حتي انه بمجرد إعلان بدء المفاوضات لوحدها سيستغرق تنفيذها فترة لن تقل عن 5 سنوات. * ما رأيك في اتفاقية الكويز وكيف يمكن تطويرها في المرحلة القادمة. ** اتفاقية الكويز تصلح في المنتجات ذات التعريفة الجمركية المرتفعة مثل المنسوجات والذي علينا تطوير تلك الاتفاقية خلال المرحلة القادمة بأن ننتقي الأصناف ذات التعريفة المرتفعة وخاصة انه لدينا مواد خام متوافرة ويري أن اتفاقية الكويز في صالح الاقتصاد المصري بصرف النظر عن الدول المشاركة فيها فنحن نستورد مواد خام لأدوية لا نعرف منشأها فلماذا نرفض تلك الاتفاقية وهي توفر فرص عمل لأبناء الشعب المصري والتجربة الأردنية خير مثال لذلك. * هل تغيرت نظرة أمريكا لمصر بعد الثورة؟ ** أمريكا نظرت لمصر نظرتين مختلفتين الأولي نظرة فخر للشعب المصري وانبهار للثورة المصرية ثم تحولتپهذه النظرة بعد تدهور الاقتصاد والاتجاه للقروض وزيادة المظاهرات الفئوية لنظرة أخري مختلفة. حتي إننا للأسف نظرنا لأنفسنا بأنه لدينا حقوق دون النظر للواجبات فأصبحت "المقاطيع" مهنة لمعظم الناس الذين يقفون في مظاهرات ويطالبون بحقوق مادية ويعطلون الانتاج ولا ينتجون مع أنه لدينا مقومات اقتصادية جاذبة للاستثمار وعلي رأسها سوق به 90 مليون مستهلك ومقومات انتاجية سياحية مبهرة فشرم الشيخ يوجد بها 200 مليار جنيه استثمارات لرجال الأعمال ويعمل بها آلاف الشباب. * ما رأيك في الاقتصاد المصري في تلك المرحلة. ** الحالة الاقتصادية في مصر متردية للغاية من حيث ارتفاع الديون وتناقص الاحتياطي والانتاجية. * لماذا لم يتم التوقيع علي قرض صندوق النقد الدولي حتي الآن وماذا تتوقع له؟ * أري أنه لم يتم التوقيع حتي الآن لعدم الاستيفاء ببعض الاشتراطات المتعلقة بالقرض مثل الدعم والديون والانتاج ولكني أري أن الحصول علي القرض ليس هو الحل بل لابد للنظر داخل مصر لاكتشاف ما بها من فرص لم تستغل بعد. بدلاً من الاتجاه والنظر للخارج للحصول علي القروض والمنح. * ما رؤيتكم للغرفة خلال الفترة القادمة؟ * الغرفة تهتم حالياً بالتصنيع داخل مصر بهدف التصدير للخارج مع الاستفادة بالاتفاقيات الدولية وتحويل مصر لمركز للصناعات التكميلية واستغلال مميزات الاتفاقيات التجارية بين مصر وباقي الدول باستيراد المواد الخام من أمريكا وعليها ميزات وتصنيعه بمصر وإعادة تصديره للدول الأخري والاستفادة بالحوافز التي تتبعها تلك الاتفاقيات.