لكل بضاعة أو سلعة موسم لعرضها وترويجها. والنزاعات العسكرية والحروب هي موسم عرض الأسلحة بكافة أنواعها. وقد حل موسم عرض الاسلحة في العمليات التي تنفذها القوات الدولية تحت قيادة قوات حلف الاطلنطي "الناتو" ضد القوات الموالية للرئيس معمر القذافي في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. لقد ظهر في العمليات العسكرية الدائرة في ليبيا حالياً توليفة من الأسلحة منها طائرات واسلحة فرنسية وايطالية تم عرضها علي القذافي لشرائها. ومنها الطائرة الفرنسية من طراز "رفائيل" التي تم عرضها في معرض استضافته طرابلس في عام .2009 وقد شاركت تلك الطائرات في أول ضربة وجهتها القوات الغربية لليبيا علي مدار اسبوعين. وكان واحدة من الأهداف النظرية لتلك الطائرات هو تدمير الطائرات الليبية من طراز "ميراج" التي قامت فرنسا ببنائها ووافقت علي اصلاحها ايضا مؤخرا. وشهدت العمليات العسكرية في ليبيا أول ظهور قتالي للمقاتلات الأوروبية من طراز "تايفون" المنافسة لطائرات "داسو رفائيل" التي تصنعها بريطانيا وألمانيا وايطاليا واسبانيا. وتم عرض النسخة الايطالية من هذه المقاتلات في معرض استضافة الجنرالات الليبيين في عام .2009 لكن رغم تحول الولاءات. تبحث شركات الأسلحة عن مشترين لبضاعتهم. ورغم استبعاد اقدام ليبيا علي شراء أسلحة جديدة في المنظور القريب. إلا أن منطقة حظر الطيران اصبحت حقيبة عرض للأسلحة والعثور علي عملاء جدد حيث ظهرت قوة المقاتلات الغربية والقنابل الذكية. وأعادت لأذهان المشترين الحاجة إلي أنظمة دفاعية لصد هذه الأسلحة الهجومية. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن فرانسيس توسا المحرر في معهد "تحليل الدفاع" الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرا له أن العمليات في ليبيا تحولت إلي فاترينة عرض للمقاتلات التي تتنافس منذ سنوات. لقد ظهرت لأول مرة في هذه العمليات طائرات "التايفون" ضد مقاتلات "رفائيل". وأصبح كل صراع حديث ابتداء من الحرب الأهلية الاسبانية ووصولا إلي كوسوفو مناسبة اختبار للقوة الجوية. لكن العمليات العسكرية في ليبيا تزامنت مع سباق جديد نحو السلاح حيث تزايد الطلب علي السوق العالمي للمقاتلات الذي تقدر تكلفته بستين مليار دولار سنويا. وذلك في ظل وصول جيل جديد من المعدات العسكرية في الجو والبحر. وبالنسبة للدول والشركات التي تقف وراء هذه الطائرات والأسلحة. ليس هناك أفضل من القتال الحقيقي لترويج مبيعات هذه الاسلحة. وتعليقا علي ذلك. نقلت رويترز عن مسئول تصدير سابق في إحدي دول الناتو تحدث شريطة عدم الافصاح عن اسمه نظرا لحساسية المسألة إن استخدام الطائرات والأسلحة في عمليات انتشار قتالية حيلة تسويق كبيرة. وقد نفي المتحدث باسم "كونسيرتيوم المقاتلة الأوروبية" انه لم ينخرط في محادثات لبيع طائرات عسكرية لليبيا وان التواجد في "معرض لافيكس الجوي" التي استضافته طرابلس في 2009 كان جزءا من الوفد الايطالي الذي تم تنظيمه علي المستوي الحكومي. وابلغت مصادر دفاعية "رويترز" ان بريطانيا وألمانيا عارضت أي مبيعات من طائرات "التايفون" الايطالية إلي ليبيا. وكانت فرنسا أقل خجلا في الإعلان عن إجراء محادثات حول صفقة أسلحة مع ليبيا تتضمن طائرات رافائيل. وقال مصدر فرنسي رفض الافصاح عن اسمه إن المحادثات جرت علي المستوي الحكومي بين باريس وطرابلس.