لو أن لديك عصفوراً محبوساً في قفص حديدي مقهور.. وفي كل مرة تطعمه ثم تغلق عليه القفص وذات مرة نسيت أن تغلق عليه الباب ماذا سيفعل؟! هل سينتظرك حتي تأتي وتغلق الباب عليه؟ بالطبع لا.. بل علي العكس سيتمرد عليه ويخرج من القفص مسرعاً ليتنفس نسيم الحرية التي كان يفتقدها في ظل العصر المظلم وغير المبارك فيه.. - هكذا كان شعب مصر يعيش داخل قفص محاط بالقهر والجهل والفقر وفي لحظة تاريخية خرج طوفان 25 يناير وتحرر الجميع.. ولكن الخوف كل الخوف أن نصطدم بحائط الفوضي الذي ربما يطرحنا أرضاً ولا نقدر علي النهوض ثانية.. فالتيارات كثيرة والرياح عاتية تلوح في الأفق ما بين علمانية وليبرالية ويسارية وسلفية واخوان. - المظاهرات في كل مكان والاحتجاجات الفئوية في كل شركة ومصنع وهيئة ومؤسسة علي كل شكل ولون.. حالة من التشتت وفقدان الوعي وعدم الشعور بالمسئولية نحو الوطن. - لا يمكن توزيع الاتهامات يميناً ويساراً دون سند أو دليل.. وكأن التضليل والافتراء هدف. قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم: "يا أيها الذين أمنوا إجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم" صدق الله العظيم. - أنا مع من يحتج ويعترض قلباً وقالباً ولكن أن يكون علي حق وإيمان بأن هذا المسئول فاسد وسارق حقاً.. وأن يكون معه الدليل.. ولكن أن أعترض من أجل الاعتراض فقط علي الرغم أن هذا المسئول شريفاً وعفيفاً.. فهذا وللأسف هراء وافتراء. يجب أن نعلم جميعاً أن الخطأ صفة البشر.. فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.. ولكن يبقي السؤال لماذا الاعتراض بلا سند؟ ومن أكثر المقصرين في العمل والذين يتقدمون الضيوف أمام خزينة الصراف أول كل شهر.. أين حمرة الخجل؟ - لماذا لا يعترض علي الراتب ويكون صريحاً مع نفسه ويقول لا.. أنا لا أستحق هذه الفلوس وأنا لا أعمل بربع هذا المبلغ!! - لماذا يستحل الحرام علي نفسه.. ويحرم الحلال علي الآخرين؟ يا سادة من هو الظالم ومن هو المظلوم؟.. من هو الحر ومن هو المقهور؟ - لا تخرقوا السفينة بأيديكم ثم تكونوا أول الفارين منها حين تغرق.. ارحمونا وارحموا أنفسكم واتركونا نعمل وشاركونا في بناء مصر.. حتي نصل معاً إلي بر الأمان.