بعض العرب في دهشة لأن الثورة انتقلت من تونس إلي مصر ثم ليبيا ودول عربية أخري كثيرة مثل اليمن وغيرها. وهم لايدركون أن رياح التغيير إذا بدأت أو إذا قامت فإنها لا يمكن أن تظل في مكان واحد ودولة واحدة. وأمامنا مثال تاريخي واضح. عندما انهار الاتحاد السوفييتي قبل عشرين عاما فإن الدول التي كانت تمثل جزاء من الامبراطورية السوفييتية قامت بثورات مختلفة. واتجهت هذه الثورات بعد ذلك إلي الديموقراطية اوكرانيا وجورجيا وقيريتزيا هذه الدول الثلاث تخلصت من الحكم الديكتاتوري كما فعلت بعض الدول العربية بل إن إحدي هذه الدول وهي قيريتزيا قامت بثورتين. وقد مرت الآن 7 سنوات علي ثورة جورجيا. ومرت 6 سنوات علي ثورة اوكرانيا و5 سنين علي ثورة قيريتزيا. وقد قررت اوكرانيا عام 2006 نتيجة حرية الصحافة وبعد الانتخابات الحرة التي جرت بها. بالنسبة لجورجيا فإن ثورتها ترنحت بعد التدخل الروسي العنيف فيها. وقد نجحت جورجيا في مكافحة الفساد. أما قيريتزيا التي تعتبر أضعف الثلاثة فقد تقلبت فيها الأمور. ووسط آسيا التي يمكن وصفها بأنها انتقلت وترواحت بين طموحات وقربها من الصين وروسيا. والدول الثلاث لا تزال غير مستقرة كما هو الحال بالنسبة للدول العربية التي ثارت علي الطغاة ولم تبن بعد نظمها الدستورية المستقرة!