ليس من قبيل المبالغة القول بأن الثورة المصرية التي بدأها شباب مصر، وشارك فيها جموع المصريين ، قد هزت أركان العالم، وعواصم القرار شرقا وغربا علي المستويين الرسمي والشعبي، منذ اندلاعها في 25 يناير، حتي نجاحها في إرغام الرئيس حسني مبارك علي التخلي عن منصب رئيس الدولة الذي ظل متشبثا به، والإعلان عن تركه للمنصب في 11 فبراير، بعد ثمانية عشر يوما من الاحتجاجات والمسيرات المليونية، وغضب الشعب المصري العارم . وما بين اتجاه الكثيرين في العالم للإشادة بشجاعة المصريين الذين نجحوا في الإطاحة بحكم مبارك بعد ثلاثين عاما في السلطة، واتجاه آخرين للتفاؤل الحذر بشأن ما يجري من أحداث علي أرض مصر، فقد ذهبت دوائر غالبة في العالم إلي تشبيه تغيير الحكم في مصر، وإسقاط مبارك بلحظة سقوط حائط برلين في 1989 والتي أنهت الحرب الباردة بين الشرق والغرب، بينما اتجه آخرون لاعتبار أن «مصر الجديدة» هي أفضل فرصة منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001، لتغيير العالم العربي المتصلب، وهي الفرصة التي يجب أن يتمسك بها المصريون، وأصدقاؤهم. وإذا كانت أنظار العالم قد راقبت وانشّدت بقوة إلي متابعة مايجري في " ميدان التحرير " مركز الثورة المصرية في قلب القاهرة علي مدي ثمانية عشر يوما، فقد أجمعت مصادر عالمية علي أن العالم، علي مدي العقدين الماضيين، لم يشهد مثل هذا " التوق " إلي الحرية، كما بدا عليه المصريون خلال ثورتهم الهادرة، مما يعد دلالة قوية علي أصالة الحس الوطني لدي الجماعة الوطنية المصرية. أما الكاتب البريطاني (جون برادلي) فقد علق علي الثورة المصرية بقوله " الآن يتنفس المصريون الحرية، بعد سقوط نظام وحشي حكمهم 30عاما». ويذكر أن (جون برادلي) هو مؤلف كتاب (داخل مصر : أرض الفراعنة علي شفا الثورة) والذي صدر في عام 2008، وتنبأ باندلاع ثورة جديدة في مصر. الثورة المصرية ونظيراتها.. انبهار وإشادة حظيت الثورة المصرية باحتفالية عالمية ذات طابع شعبي، جعلت منها حدثا عالميا بامتياز، فمن بروكسل ولندن وباريس وبراغ وسيدني وملبورن ومدريد إلي نيويورك وشيكاغو وهيوستون وسان فرانسيسكو، انطلقت عشرات التظاهرات الاحتفالية المنبهرة بالانجاز المصري والتخلص من حكم مبارك الاستبدادي، وبالمشاركة مع الجاليات المصرية في مختلف دول العالم، فيما أكدت مصادر عالمية أن الاحتفالات بالحركة المصرية التي ترنو إلي الحرية والديمقراطية شملت أكثر من 40 دولة علي مستوي العالم، فيما أطلق عليه «اليوم العالمي لدعم الثورة في مصر» الذي أطلقته منظمة العفو الدولية، هذا طبعا بالإضافة إلي العواصم العربية التي استلهمت من الثورتين التونسية والمصرية خطة تحركها الشعبي للتخلص من الأنظمة الجاثمة عليها منذ عقود، بل إن عواصم أخري في العالم بدأت شعوبها تعيد النظر في موقفها من أنظمتها السياسية في ضوء النتيجة المبهرة للثورة المصرية، وإنجازها الذي يحوز علي إعجاب منقطع النظير، وانطلقت صيحة التحذير من جانب أمين عام منظمة العفو الدولية (أنه علي كل ديكتاتور في العالم أن ينتبه)، هذا فيما نقلت مصادر مقولات مثل : مقولة أوباما (يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر)، وهاينز رئيس النمسا (شعب مصر عظيم، ويستحق جائزة نوبل للسلام)، وستولينبرج رئيس وزراء النرويج (اليوم كلنا مصريون)، ورئيس وزراء إيطاليا (يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس)، و السي ان ان (لأول مرة في التاريخ، نري شعبا يقوم بثورة، ثم ينظف الشوارع بعدها). ولم يكن بدا، علي المستوي العالمي، من عقد مقارنات بين الثورة المصرية، ونظيراتها التي يجمع بينها التوق إلي تأسيس نظم ديمقراطية حقيقية لشعوبها، والتي يشهدها العالم عبر موجات للتحول الديمقراطي ومنها : حركات التغيير في غالبية دول حلف وارسو، والتي كانت منضوية في الاتحاد السوفييتي السابق بعد انهياره في بداية التسعينات، والحركة الشعبية بالغة العنف في رومانيا، وشملت المقارنات التقارب بين الثورة المصرية وحركات دول البلطيق لاتفيا واستونيا وليتوانيا القريبة من الدول الاسكندنافية جغرافيا وثقافيا والتي ينظر إليها علي أنها نماذج للحداثة، كذلك النموذج الفلبيني للتخلص من الديكتاتور فرديناند ماركوس. ولم يكن بدا أيضا من أن تحذر مجموعة فريدوم هاوس لحقوق الإنسان، ومقرها واشنطن في تقرير بعنوان " كيف تظفر بالحرية.. من المقاومة المدنية إلي الديمقراطية الراسخة ) تحذر من أن العديد من حالات الانتقال من الحكم الشمولي لاتفضي بالضرورة إلي الحرية، حيث إن فرصة الحرية بعد انفتاح سياسي بما يعني سقوط زعيم سلطوي، ليست هي في حد ذاتها ضمانا لنتيجة مثلي للحرية في المدي الطويل. ويؤكد تقرير فريدوم هاوس أنه من بين 67 دولة انتقلت من الحكم الاستبدادي علي مدي الجيل السابق، أصبحت 35 دولة (حرة)، و23 دولة (حرة جزئيا)، و 9 دول (غير حرة). وبالرغم من الإشادة الدولية واسعة النطاق بالثورة المصرية، فثمة تحليلات أخري تري أن هتافات ميدان التحرير في حد ذاتها لاتحقق الديمقراطية، وليس خافيا أنه لاتوجد في مصر حتي الآن «قوة ديمقراطية جارفة» يمكن أن تصبح (مركزا) للدفع الديمقراطي، هذا، بالرغم من أن النجاح في إسقاط مبارك، ساهم وبقوة في تغيير الحسابات والتوازنات داخل مصر، وعلي المستويين الإقليمي والعالمي. علي أن المقارنة التي كانت أكثر بروزا علي الصعيد العام كانت بين الثورة المصرية في 2011، والثورة الإيرانية في 1979، مع تشارك كلاهما في تاريخ سقوط الطاغية وهو 11 فبراير، ولكن فيما عدا هذا التاريخ، فإن مؤشرات الاختلاف بين الثورتين ظاهرة تماما. ففيما كانت ثورة إيران بدافع وقيادة آية الله روح الله الخميني، فليس ثمة شخصية كاريزمية قادت الثورة المصرية التي جسدتها فئات مختلفة من الشباب والنساء والرجال والمتدينين المؤمنين بالحرية، وخلافا لرجال الدين المسلمين الشيعة في إيران، فإن جماعة الإخوان المسلمين ليست مرؤسة من رجال دين، ولاتستند إلي منظمة دينية، وهي تمثل شرائح من الطبقة الوسطي في مصر، وقد وقعت الثورتان المصرية، والإيرانية بفارق جيل كامل (32 سنة). ومن اللافت أن طابع التأثر بالثورة المصرية اختلف في دول أوروبا وأمريكا عنه في دول الشرق مثل الصين. فبينما غلبت علي وسائل الإعلام الغربية الاحتفال بالثورة المصرية باعتبارها نصرا للديمقراطية، فإن الصين نظرت إلي أحداث الثورة في مصر علي أنها «اضطرابات» و «فوضي» وتدهور عام في النظام العام، وخشيت الصين من أن تهب عليها رياح التغيير من مصر، واستبعدت كلمة «الديمقراطية» من وصف الأحداث كلية. حسابات أمريكية في تصوير دقيق للحالة الأمريكية بعد ثورة 25 يناير في مصر، يقول بروس ريدل المسئول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، والذي كان مستشارا لثلاثة رؤساء أمريكيين حول الشرق الأوسط وآسيا الوسطي، يقول " إن تونس كانت بالنسبة لواشنطن " صدمة "، ولكن مصر، هي بكل المقاييس " تسونامي "، ومنذ اليوم، يتعين علي المستبدين في العالم العربي، الانتباه، والقلق علي مستقبلهم ". ويضيف الخبير الذي يعمل حاليا في مؤسسة بروكينجز في واشنطن " إن المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة إنها لاتملك الكثير لتقديمه في هذا الصدد، (فالمارد خرج من القمقم، ولابد من التصرف بذكاء لمواكبة التاريخ، وعدم الرجوع إلي الوراء). ويبدو أن الحسابات الأمريكية بالنسبة للشأن المصري في ظل الظروف الراهنة تتجه إلي إعادة النظر في الكثير من الثوابت والمبادئ في السياسات الأمريكية، وهذا هو ما طرحه تحديدا الكاتب الشهير روبرت كاغان من مؤسسة بروكينجز التي تقدم النصائح إلي البيت الأبيض. فالكاتب الأمريكي يؤكد (أن المظاهرات المصرية من أجل الحرية ستغير من الخط الذي ظلت تسير عليه الإدارات الأمريكية، وتجبر الموقف الأمريكي علي تغيير سياساته المتوارثة) فيما وصف بأنه إعادة اكتشاف أمريكا لأسس ومبادئ علاقاتها مع العالم الخارجي، ومع العالم العربي، بصفة خاصة. ويلاحظ المتابع للساحة الأمريكية في المرحلة الحالية أن هناك مايشبه الانقسام في صفوف «الانتلجنسيا الأمريكية» بين أصحاب المبادئ، وأصحاب المصالح. فهناك من يتعاطون مع الحدث المصري انطلاقا من " الخوف من العواقب التي ستترتب علي سقوط مبارك "، ولكن هناك المجموعة الأخري التي تعتقد بصوابية مناصرة واشنطن لمبادئها في الحرية والمساواة. وفي هذا الصدد، فمن ضمن انجازات ثورة 25 يناير في مصر، أنها طرحت عدة دروس علي الساحة الأمريكية، يتناولها الكاتب نيكولاس كريستوف وغيره من الكتاب تفصيليا علي الوجه التالي: 1- الدرس الأول هو أن تكف الولاياتالمتحدة عن تأسيس سياستها الخارجية علي فكرة معاداة «الأصولية الإسلامية» كفزاعة دائمة. ويبدو في المرحلة الراهنة أن هناك تيارا أمريكيا يدعم هذا التوجه. فافتتاحية واشنطن بوست تقول " تذكروا جيدا أن الدافع الحقيقي خلف الثورة المصرية، ومحركها الأساسي هو عدد من الجمعيات والحركات «العلمانية» مثل حركة 6 ابريل، وهي في معظمها من الشباب الذين يتقنون استخدام التكنولوجيا الحديثة لمصلحتهم. ويحذر نيكولاس كريستوفر من أن هاجس الأصولية الإسلامية الذي يسيطر علي الأمريكيين (كصدي مزمن لأحداث 11 سبتمبر) يجعلهم يقترفون الأخطاء. وفي مصر تحديدا، أدي هاجس التأسلم إلي نوع من الشلل، ووضع أمريكا (خلال الأحداث) في الجانب الخطأ. ويلاحظ كثيرون في الساحة الأمريكية أنه خلال الثورة المصرية، ظهرت المئات من الشعارات، إلا شعار واحد اختفي هو (الإسلام هو الحل). ويؤكد كريستوفر أنه من الأخطاء التي ترتبت علي هذا الهاجس أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل نظرا إلي العالم العربي علي أنه (مجرد حقل للنفط) وأن الديمقراطية تناسب فقط الأمريكيين والإسرائيليين، ولا تناسب الشعوب العربية، وأنه في حالة وجود مؤشرات ديمقراطية حقيقية في أي دولة عربية، فإنها ستنتج متطرفين من أمثال أسامة بن لادن. ولكن في ضوء نتائج الثورة الديمقراطية في تونس ومصر، فإن الخاسر الأكبر هنا هو «تنظيم القاعدة»، وخامنئي إيران، وأصحاب الاتجاهات التي تؤيد العنف والتطرف. 2- يتمثل الدرس الثاني المستلهم من الثورة المصرية في أن هذه الثورة هي «الترياق الأكثر فعالية لما حدث في 9/11» في أمريكا ، ويفصل ذلك روجر كوهين بقوله (لقد جربنا غزو أراضي المسلمين، وجربنا فرض نظم للحكم جديدة عليها، وجربنا الحرب علي الإرهاب، وجربنا إنفاق المليارات من الدولارات، ولكن لم نجرب التعامل مع ما تعفن داخل العالم العربي بتقديم العون لحركة تغيير محلية تشق طريقها من القاع إلي القمة من أجل تحويل دولة بوليسية تحصل علي دعم من الولاياتالمتحدة، إلي دولة ديمقراطية مستقرة، ويضيف روجر كوهين: أن المصريين يتيحون اليوم فرصة نادرة أمام الولاياتالمتحدة، ويظهرون اليوم كلاعب مهم في التاريخ، فهناك الآن انجاز مدني مصري ظهر أمام العالم بامتياز، وحرفية عالية للجيش المصري، وهو أهم ما تحتاج إليه مصر لبناء دولة ديمقراطية متقدمة، ومصر الآن ليس فيها رئيس، ولا نائب، ولادستور، ولابرلمان، ولاوجود ملحوظ للشرطة في الشارع، ولكن يوجد في الشارع المصري مواطن مصري لديه شعور جديد بالوطنية. 3- الدرس الثالث المستلهم من الثورة المصرية يتمثل في اقتناع الأمريكيين بأن الفضائيات قامت بخدمة قضية الديمقراطية في العالم أكثر مما قامت به أمريكا، وأن التقنيات الاتصالية الجديدة أصبحت " آليات جديدة للثورة " وقد وفرت تقنيات الفيس بوك وتويتر أدوات جديدة للمعارضة السياسية، وأن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية فقدت قدرتها علي العمل المميز، وصارت عاجزة عن التنبؤ بالأحداث الكبري، وتهتم فقط بالعلاقات العاطفية للرؤساء، ويؤكد نيكولاس كريستوف ضرورة أن ترتقي أمريكا إلي مستوي القيم التي تنادي بها، وأن الدرس المصري صار ينتقل من مكان إلي آخر، وعلي واشنطن ألا تجلس مجددا في مقاعد المتفرجين، خاصة وقد بدت تباشير الثورات في البحرين، وليبيا، واليمن، والجزائر، والعراق، وإيران. (مصر أمريكا) بعد مبارك لا يخفي مسئولون ومحللون أمريكيون قلقهم مما يطلقون عليه «الغموض الذي يلف الوضع في مصر حاليا»، وما إذا كان الجيش في مصر سيدعم فعلا عملية التحول الديمقراطي. وفي هذا الصدد تطرح الدوائر الأمريكية (بالمنظور الأمريكي)عدة نقاط: 1- إذا كانت الثورة المصرية (الديمقراطية) قام بها شباب الانترنت، وتغذت علي تطلعات خائبة في ظل حكم مبارك وسارت التطورات سيرها حتي الآن، فهل سيقبل النظام المرتقب في مصر أي نصائح من الخارج، ومنها النصائح الأمريكية؟ وفي أي حدود يمكن أن يجري ذلك؟. 2- بالمنظور الأمريكي، فإن عملية الخروج من نطاق نظام ديكتاتوري في مصر هي عملية محفوفة بالمخاطر، وغير مضمونة النتائج، ويبقي نجاحها رهنا بما تسلكه القوات المسلحة، والمجتمع الأهلي، وأحزاب المعارضة، والمواطنون، وصولا إلي تحقيق الأهداف، شريطة ألا تشعر أية جماعة أنها مهمشة. 3- بالنسبة للولايات المتحدة، وعلاقاتها المستقبلية مع مصر، فإن واشنطن (من وجهات نظر أمريكية) يمكن أن تحقق «مكاسب» كبري، إذا تحولت مصر إلي نموذج ديمقراطي في الشرق الأوسط (بصورة معاكسة للنموذج العراقي)، لأن حكومة ديمقراطية حقيقية في مصر لن تلغي معاهدة السلام، وسوف تتحمل مسئولية سياساتها، بدلا من أن تحملها للولايات المتحدة، وهو ما فعله مبارك، الذي (ابتز) أمريكا علي مدي 30 سنة ليحافظ علي سلام مع اسرائيل، ظل علي الدوام، سلاما باردا. 4- في ضوء خطورة القضايا الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة، فإنه لابد من المحافظة علي علاقات قوية بين الجيشين المصري والأمريكي، ومن الضروري الإبقاء علي المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر لتظل هذه المساعدات أداة توجيه لخيارات الجيش المصري، الذي يتولي القيادة حاليا، شريطة أن يختار المسار الديمقراطي لمصر. ( مصر إسرائيل ) بعد مبارك 1- في خضم أحداث الثورة المصرية، نشب خلاف حاد بين واشنطن وتل أبيب بسبب اتهامات إسرائيلية للولايات المتحدة بالتخلي عن مبارك مما يبعث برسالة سيئة لحلفاء أمريكا وأصدقائها في المنطقة العربية. وعندما سارت الأحداث في مصر في اتجاه تصعيد السيد عمر سليمان، أعربت إسرائيل عن ارتياحها، كون سليمان عمل دائما من أجل السلام، ويمثل وجوده ضمانة في هذا الصدد. 2- مثلما كان الموقف الأمريكي تجاه الثورة المصرية مشوبا بالتناقض والحذر والترقب، كان الموقف الإسرائيلي كذلك، وغلب عليه هواجس الخطر والتهديد خاصة بعد حادث تفجيرأنابيب مد اسرائيل بالغاز الطبيعي، وعّبر عن ذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن في الكنيست شاؤل موفاز بأن ما تخشاه إسرائيل هو أن تأتي الاضطرابات في مصر بالإخوان المسلمين في السلطة، ومع التغيرات الجارية في لبنان، والتي قوت من شوكة حزب الله، فإن إسرائيل يمكن أن تواجه السيناريو الأسود، والمتمثل في التحديات الاستراتيجية الخطيرة في المستقبل القريب. 3- يغلب علي التوجه الإسرائيلي شبه إجماع علي أن مصر بعد مبارك ليست هي مصر كما عرفتها إسرائيل، ولن يكون السلام بين مصر واسرائيل هو السلام الذي رعاه مبارك «فثورة التحرير العربية ستغير جذريا وجه منطقة الشرق الأوسط ». 4- هناك تطمينات من جانب كتَّاب إسرائيليين يرون أن أحدا في مصر حتي الآن لم يطالب بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، ومن المعروف أن بيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية أكد احترام مصر للمعاهدات الدولية مع دول العالم، ويشير كتَّاب اسرائيليون إلي أن السلام الذي كان قائما مع نظام مبارك، كان نوعا من الوهم، وتركز علي مصالح بين مبارك وقادة اسرائيل، بدون أن يمتد إلي الشعبين المصري والإسرائيلي، وبالتالي فلن يؤثر رحيل مبارك علي مستقبل هذا السلام.