تتوالي الأحداث المثيرة داخل الجهاز المركزي للمحاسبات.. وتتصاعد بطريقة تنذر بالخطر علي هذا المكان الحيوي والهام والذي يضم أهم وأخطر تقارير الفساد واهدار المال العام المتهم فيها العديد من الوزراء السابقين وكبار الشخصيات بالدولة والعديد من الجهات والمؤسسات. أمس وبعد 4 أيام من توقف العمل بالجهاز بسبب حريق الاربعاء الماضي فوجئ العاملون في أول يوم عمل بحريق يشتعل في غرفة بالدور الكائن به مكتب المستشار جودت الملط رئيس الجهاز مكدسة بالملفات والمستندات وكأن الجهاز أصبح في مرمي النيران!! استطاع الأمن والسعاة باستخدام طفايات الحريق السيطرة علي النيران التي اندلعت بالحجرة والتي تضم الشكاوي وصورا من قرارات رئيس الجهاز.. وتزامن الحريق مع مظاهرة تأييد للمستشار الملط بقيادة كرم بشندي مسئول شئون المقر ولم تتعد 50 فرداً حيث رفض موظفو الجهاز المشاركة فيها. الحريق الذي نشب حوالي الساعة 11.15 صباحاً أثار تساؤلات عديدة بين العاملين بالجهاز مؤكدين أن مفتاح الغرفة التي شب فيها الحريق مع موظفي الشئون الادارية وسكرتارية مكتب الجهاز ولا يجرؤ أحد من العاملين علي الاقتراب من هذه المكاتب الممتدة علي الجانبين بطول الطرقة بجوار مكتب المستشار الملط سوي سكرتارية رئيس الجهاز..و ما أثار دهشة واستغراب العاملين بالجهاز أيضاً ان الحجرة التي وقع بها الحريق كانت مغلقة وعندما اكتشف البعض انبعاث دخان منها تم فتحها بسرعة ووجدوا العديد من الملفات علي الأرض والنيران مشتعلة فيها ومروحة السقف تعمل وكأن الذي ارتكب الحريق كان يريد ان تأتي النيران علي كل محتوياتها.. وقد سارع السعاة ورجال الأمن الي سرعة القاء الملفات المشتعلة بالممر مع كسر زجاج شباك الحجرة بعد فشل فتحه باليد لاخراج الدخان الكثيف الذي كان يملؤها وانقاذ مئات الملفات قبل اشتعالها. العاملون بالجهاز أكدوا ان ما يحدث جرس انذار خطير.. ومحاولات مدبرة لاثارة الانقسام بين صفوف أبناء الجهاز الذين يتصدون للفساد في كل الجهات والمواقع بالدولة. أضافوا ان الحريق يبرئ تماماً الفنيين العاملين بالادرات المركزية للمخالفات المالية حيث انهم في مبني آخر.. ولو أرادوا احراق مستندات وتقارير مهمة لاشعلوا النيران في المكاتب التي يتواجدون بها.. وان أي اتهام يوجه اليهم أو الي أحد من المحتجين فليس له محل من الاعراب وغير مصدق.. مؤكدين انهم أكثر العاملين بالجهاز حرصاً علي اعلاء شأنه وتحسين أوضاعه.. وسبق لهم التقدم بشكوي لرئاسة الجمهورية في عهد النظام السابق لتحسين أوضاع العاملين وتعيين أعضاء جدد لسد العجز وتم مجازاتهم والتحقيق معهم في أمن الدولة وتأخرت ترقياتهم مما أثر علي رواتبهم وحوافزهم حتي الآن. تساءل العاملون بالجهاز عن سر الحرائق التي تشتعل الآن.. ولماذا في هذا التوقيت الذي يقدم فيه الجهاز أخطر وأهم تقارير الفساد واهدار المال العام عن وزراء وكبار شخصيات الي المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام. كما تساءلوا: لماذا صمت قادة الجهاز علي هذا الحريق بينما تحدثوا في كل وسائل الإعلام عن حريق الاربعاء الماضي.. وهل تم التحقيق مع الموظف التابعة له الحجرة التي اشتعل فيها الحريق؟.. وماذا تحوي الملفات التي أتت عليها النيران؟ وهل تم ابلاغ النيابة؟! بعض العاملين أكدوا ان الذي أراد اشعال النيران في الحجرة له مصلحة في ذلك.. وأنه علي الموظف المكلف بالحجرة ابراء موقفه فربما يكون قد ألقي بعقب سيجارة تسببت في ذلك وإما ان يحاسب.. ويعلم الجميع بحقيقة الموضوع. ووفق شهود عيان فقد حضرت الي الجهاز قوة من الجيش والشرطة و4 سيارات شرطة وجيش.. وتم عقد اجتماع بين قيادات القوة والمستشار جودت الملط في مكتبه..ثم تبعه معاينة القوة للمبني وتأمينه في حضور محمد ونيس مستشار رئيس الجهاز. كان حوالي 50 عاملاً بالجهاز قد نظموا مظاهرات تأييد لرئيس الجهاز المستشار جودت الملط لاستمراره كرئيس للجهاز حتي يستمر الجهاز تحت قيادته في أداء رسالته والقيام بدوره الرقابي. وارسال التقارير الرقابية الي النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود. أكد المتظاهرون مساندتهم لرئيس الجهاز لاستكمال رسالته ومسيرته الفعالة في مكافحة الفساد واهدار المال العام..ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لرئيس الجهاز باستمراره من أجل تحقيق المصلحة العامة واعلاء مصر فوق الجميع. قال أمين عام الجهاز حسن صبري ان رئيس الجهاز بدأ منذ أمس الأول وقيادات الجهاز في مباشرة أعمالهم. كما انتظم العاملون بالجهاز أمس كل في موقعه والكل يعمل بكامل طاقته من أجل تحقيق الرسالة المنوط بها الجهاز بكل الجدية والصراحة والوضوح. أشار الي تواجد عناصر القوات المسلحة والشرطة العسكرية داخل الجهاز وخارجه لتأمين الجهاز طوال أربع وعشرين ساعة.