تواجد رئيس الوزراء المكلف د. عصام شرف في ميدان التحرير وحديثه للمتظاهرين ترك في نفسي انطباعا طيباً عن المستقبل خاصة أن تصريح رئيس الوزراء بأن شرعيته جاءت من الشعب وأن انتماءه هو للشعب مصدر الشرعية وانه لو لم يستطع تحقيق مطالب الناس فإنه سوف يعود إلي صفوف المتظاهرين في ميدان التحرير. تصريح د. شرف يؤكد أننا امام مرحلة جديدة.. مرجعيتها الشارع فهو مصدر الالهام والتغيير والقدرة علي الفعل.. إذن نحن أمام رؤية جديدة لمرحلة مختلفة شكلا وموضوعا عما عشناه منذ ثورة 1919 "التي استمدت قوتها من الشارع أيضا".. لن يعود رئيس وزراء يستمد قوته من نظام قمعي استبدادي أو من جنود وضباط شرطة مستبدين أو من مستشاري سوء يتقاضون الملايين من دم وعرق الناس. شرعية الشارع أو الشعب هي الفيصل وصرخات واحتجاجات الناس ستكون أفضل من كل التقارير التي عرضت علي رؤساء وزراء مصر السابقين والتي كانت تكتب بحبر الكذب والنفاق.. والتلفيق!! الحبر الذي سيقرأ به رئيس وزراء مصر الجديد سيكون بدماء الشهداء ودموع أمهاتهم وصرخات أطفالهم وعرق المتظاهرين وخوف المصريين علي مستقبل أبنائهم.. حبر سيكون باهظ الثمن. لن ننافق رئيس الوزراء أو رئيس الدولة طالما كانت سياساته تستمد قوتها من الشارع.. وسنقف نساعده إلي أن يثبت لنا العكس ووقتها سنكون النار الحارقة. لكن تظل القضية الكبري التي ننتظر من العقلاء أن يتحركوا لمواجهتها وهي إلي متي ستظل حركة العصيان المدني مستمرة منذ الثورة؟ لن أضيف كثيرا إذا قلت إن هناك مخاطر حقيقية علي الاقتصاد المصري وان توقف عجلة الانتاج قد يصل بنا إلي حد المجاعة وان استمرار المظاهرات والاعتصامات الفئوية من شأنه ان يعوق تحقيق أهداف الثورة.. ان تلك الحالة من الفوضي تضر بمصالح الناس والبلد أكثر مما تنفع. مطلوب أن نعود إلي العمل لإعادة بناء مصر ويجب أن تعود الشرطة إلي مواقعها ولابد من توجيه تهمة الخيانة العظمي لكل من يعبث بأمن مصر وشعبها. الأحكام العسكرية ضد البلطجية واللصوص ليست كافية ولابد من توجيه تهمة الخيانة لهؤلاء.. لأن مصر لا تتحمل كل هذا العبث بأمنها وشعبها.