يبدو أن الجريمة تصنعها الظروف والبيئة المحيطة بها. فالقاتل هنا ضحية أسرة توغلت فيها المشاكل وتباعدت بينها المسافات وأصبح الزوج والزوجة كل منهما في طريق والقاتل هنا ليس مجرما بطبعه ولم يكن جاحدا علي والديه ولم يفكر يوما في قتل أي منهما ففي منطقة حي راشد بمدينة سوهاج اهتزت المدينة علي جريمة بشعة راح ضحيتها موظف أما الجاني فهو ابنه فلذة كبده ليتساءل الناس ابن يقتل أباه؟! في أي زمن نحن نعيش!! لهذه الدرجة وصل بنا الحال.. إنها قضية اهتز لها الوجدان والمشاعر. المثير الذي انفردت به "المساء" اعترافات الابن قاتل والده أمام النيابة حيث أدلي المتهم "م.ر.أ" 19 سنة "طالب" باعترافات مثيرة أمام عرفة الزرقي ومحمود شلتوت وكيلي النائب العام بقسم أول سوهاج بإشراف المستشار أسامة عبدالسلام رئيس نيابة شمال سوهاج الكلية أكد فيها أنه يوم الجريمة رجع البيت وفتح الباب بالمفتاح الذي بحوزته في ساعة متأخرة ليلا وشاهد والده جالسا في الصالة يتحدث في التليفون وفاتح السوستة ويمسك بعضوه الذكري "يمارس العادة السرية" وعندما دخل عليه أغلق التليفون وقال له ده كان أخوه يتحدث في التليفون ولما خلص الشحن اتصلت أنا بيه فساير الابن والده في الكلام والقصة اللي اخترعها ودخل الغرفة وتحدث المتهم تليفونيا مع أحد من أصحابه لمدة عشر دقائق ولم ينم حتي الفجر وعندما جاء الصباح خرج والده من الغرفة وخرج هو أيضا من غرفته فالتقي به في الصالة فدار بينه وبين والده حوار بشأن والدته وأنه متضايق من طردها من البيت وقال لوالده لابد أن تعود إلي البيت وتستقر الحياة والأمور بينهما إلا أن والده رفض ذلك وقال له لو أمك رجعت مش هتعرف إيه اللي يحصلك وأخذ الكلام بينهما يتطور إلي مشاجرة قام علي أثرها الوالد بضربه بالمطواة في رجله اليمني وأخذ يجري وراءه في الشقة حتي تمكن المتهم من أخذ المطواة منه وقام بطعن والده عدة طعنات حتي فارق الحياة. أضاف القاتل أنه بعد أن قام بطعن والده ذهب إلي بيت جده وقابل والدته وقال لها علي ما حدث وكلم إخوته وقال لهم إنه خلصهم من والدهم ثم ذهب بعد ذلك إلي المستشفي الأميري لعلاجه من الإصابة التي سببها له والده كما أكد القاتل في اعترافاته أن والده كان غير سوي "بتاع نسوان" ويتكلم دائما معهن في التليفون ويمارس معهن العادة السرية وهذا حدث يوم الواقعة وأن والده كان دائما يحضر السيدات عنده في البيت والمنطقة كلها تعرف ذلك. قال المتهم إن أفعال والده السيئة ومشاكله المستمرة مع والدته وتصرفاته المشينة الأسباب الرئيسية التي جعلته يقدم علي تناول العقاقير المخدرة بعد أن يئس من الحياة وفي يوم الجريمة أشار إلي أنه تناول 5 برشامات مخدر وفي نهاية اعترافاته أوضح "محمد" أنه قام فعلا بارتكاب الجريمة ولكنه ما كان يفكر لحظة واحدة في قتل أبيه ولم يخطر علي باله ذلك إلا أنه حدث.