تعرفت علي شاب اعتقدت أنني أحببته وتمت خطبتنا وأمضيت معه عاماً.. ثم أدركت أنني لا أحبه ولن أستطيع.. فسخت الخطبة.. لكن كان هناك شيء آخر ينتظرني.. حب يرقبني من بعيد.. يمد جناحيه ليحتويني.. إنه صديق خطيبي.. توطدت العلاقة بيننا.. صارحني بحبه وأفشيت له سر قلبي وشغفي به. عام مر لم نشعر فيه بالزمن.. كل الأمور كانت تسير في طريق تيسير زواجنا.. لقاءاته معي أو مع والدتي.. خوفه علي.. قلقه إن غبت عنه.. أشياء كثيرة تؤكد أن مسألة الارتباط شيء حتمي.. إلي أن جاءني منذ أسبوع متخذاً قراراً بمفرده.. هو أن نفترق لأنه غير مستعد مادياً.. ولديه طموحاته والزواج يعطله. عجزت عن الكلام معه.. عدت لأمي ودموعي تسبقني.. تحدثت إليه أمي أخبرته أنها ليست لديها طلبات مرهقة وأننا قادرون علي مساعدته.. رفض بشدة.. قلت له إنه بهذا القرار يقضي علي وأنني متمسكة به مهما كانت ظروفه.. هو يعلم علم اليقين أنني وحيدة أبي وأمي.. وقد يوافقان علي أن نعيش معهما بعد الزواج.. لكنه أصر علي موقفه.. أكد أنه لن يقبل مساعدة مادية من أهلي وطالبني بالالتفات إلي مستقبلي والبحث عن زوج آخر يسعدني.. وأنه بهذا القرار يقدم لي حياة مستقرة لأنني لو تزوجته سأعذب معه. سيدتي.. هل يعذب الحب؟!! انقلب تفكيري.. ما عدت أدري الخطأ من الصواب كل ما أرجوه أن تخبريني هل حقاً ما يفعله لصالحي.. وأي صالح وأنا بعيدة عنه.. إنني علي استعداد لانتظاره الثلاث سنوات التي يزعم أنه بحاجة إليها كي يستعد للزواج.. أرجوك تحدثي إليه أو أقنعيني بأن هذا هو الحل الوحيد.. فأنا حقاً معذبة.. تعسة. ** عزيزتي: موقف غريب ومطلب أغرب هذا الذي تسألين.. ألم يكن يعلم فتاك حقيقة إمكانياته قبل أن يرتبط عاطفياً بك أم أنها كانت مفاجأة؟!! ولكننا سنأخذ المشكلة علي أحد وجهين ولكن قبل ذلك أجيبك: يا صديقتي الحب لا يعذب إلا إذا كان هناك خطأ في أحد طرفيه وهذا متوافر في صديقك.. فهو يلعب.. ويقضي وقتاً ممتعاً وليس هذا حباً.. وهذا أحد الأوجه التي أعنيها أنه يعبث بك.. أما عن سؤالك الثاني هل ما يفعله لصالحك؟ نعم مما لا شك فيه.. وإن كان لا يقصد هذا الصالح.. فقد ارتبطتما عاماً كاملاً.. كل مؤشرات العلاقة تؤكد اقتراب موعد الخطبة وبدلاً من إعلانها اتخذ قراراً فردياً بالفرار ولكن.. ليس من الحب.. بل من الزواج.. فقد رفض كل حلولك المقدمة له.. الانتظار.. المساعدة المالية.. الإقامة لدي والديك حتي تتحسن حالته.. إنه الهروب يا عزيزتي كان الأولي بك منذ البداية أن تحددي شكل هذا الارتباط خاصة أن والدتك ووالدك كانا طرفاً فيه.. وكان المتوقع منهما وضع النقاط فوق الحروف.. وبدلاً من هذا تركاه هو لكي يحدد متي يبدأ ومتي ينتهي.. وللأسف تتصور بعض الأسر أن هذا نوع من الحرية لكنها ليست كذلك. إن شباب اليوم يحتاج لعاملات كثيرة توضح لهم ملامح العادات والتقاليد الحميدة التي باتت نوعاً من التخلف والرجعية لدي البعض.. عليك يا صديقتي أن تواجهي فتاك مرة أخيرة فقط لتكشفي مدي كذبه الواضح الجلي وعيونك ترفض أن تري وعقلك يغلق أبوابه عن الفهم.. أبلغيه أنك مصرة علي انتظاره ولكن عليه أن يتقدم هو وأسرته لخطبتك وبدون أي أعباء مادية حتي يكون انتظارك له علي أساس.. وإن حاول التملص من هذا الحل.. ابتعدي فوراً.. وضعيه درساً مهماً في ذاكرتك يعلمك أشياء كثيرة لمستقبلك.. أعلم يا عزيزتي أن قولي: اتركيه قد يكون صعباً عليك.. لكن تذكري نذالته معك ولن يشق عليك الأمر بعدها.. وترويض النفس ليس مستحيلاً حتي وإن كان صعباً.. يقول المتنبي: وإذا غلا شيء علي تركته .... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا هناك وجه آخر وأظنه بعيداً.. أنه حقاً لا يملك الحل الذي يدفعه خطوة للأمام في ظل ما يعانيه الشباب فلو قبل أن يقيم معكم في الشقة ولا يكون هناك شبكة ولا مصاريف فهل ينفق عليه وعليك والدك وهل يمد يده ليأخذ مصروفه أظنها كبيرة علي شاب يحترم نفسه.. ولكي تعرفي الحقيقة فالوجه الثاني الذي ذكرته تواً ينكشف بعرضك أنك ستنتظرينه.. حتي تنقشع تلك الغمة الاقتصادية كما ذكرت.. ليكن اللقاء الأخير حاسماً. تمهلي بعد هذا ولا تسارعي بالارتباط حتي تهدأ نفسك.. إن العلاقات الفاشلة ترهق القلب فلا يشعر بالسعادة الحقيقية عندما تأتي وتذكري الحكمة التي تقول "درهم وقاية خير من قنطار علاج". * همسات: الصديق/ جلال السويس الباسلة لو نملك يا صديقي لحولنا كل الأبواب للصراخ معك ولكن هيهات.. عموماً لا تخف فمصر يحميها الله وفيها خير أجناد الأرض وهم في رباط إلي يوم الدين.. وتحياتي للسويس وأهلها البواسل.