تعرض مهرجان الفنون التطوعية الأول بالفيوم لخطر إلغائه أو تأجيله بسبب تعنت إدارة الحماية المدنية وإصرارها علي إغلاق قصر الثقافة. وقد طلبت فعلا من فرع الثقافة اغلاقه لمدة ثلاثة أشهر. بحجة عدم توافر أجهزة الإطفاء وهو سبب ظاهري. أما السبب الحقيقي فيتمثل في طلب الفرع من المحافظ استمرار فتح القصر. واعتبار الحماية المدنية هذا الطلب شكوي ضدهم فتحول الأمر الي عناد شخصي!! أكد منتصر ثابت مدير عام الفرع ان كل مطالب الحماية المدنية تم تلبيتها. وكلما انجزنا مطلبا لهم أضافوا غيره. ومن هذه المطالب خزان ماء إضافي رغم وقوع قصر الثقافة علي شاطئ بحر يوسف. واطفاء تلقائي للمسرح. وستارة مائية. وسلم خرساني للهروب رغم وجود سلم حديدي. وتدريب 25% من العاملين بالقصر علي أعمال الحماية المدنية ولم نكتف بتدريب 5% كما هو مقرر ومولد كهرباء وفصل الماء عن الكهرباء.. كل هذه المطالب ننفذها.. ورغم ذلك يصرون علي إغلاق القصر؟! رغم هذا الإصرار أو الإغلاق النظري فان القصر شهد مؤخرا حدثين مهمين هما "مهرجان الفنون التطوعية الأول" وواكبه "المؤتمر العلمي الأول لثقافة الشباب والعمال".. وقد افتتحهما محافظ الفيوم أحمد علي أحمد ود. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة السابق وسعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة بحضور د. رضا الشيني نائب رئيس الهيئة ومسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ومنيرة صبري رئيس اقليمالقاهرة الكبري وشمال الصعيد ومنتصر ثابت مدير عام فرع ثقافة الفيوم وماجدة رفعت مدير عام إدارة ثقافة الشباب والعمال. استمرت أحداث المهرجان والمؤتمر مضفرة معا ما بين الجلسات البحثية والعروض الفنية والمعارض التشكيلية.. فكانت الفكرة الجديدة والطريفة لمهرجان الفنون التطوعية متجسدة في عروض فنية بجهود ذاتية لم تسهم أية جهة رسمية في انتاجها ونفقاتها بل القائمون عليها. سواء أكانت مسرحيات مثل مسرحية "سهراية" لفرقة صلاح حامد المسرحية رؤية أحمد طه. و"زمن البلياتشو" لفرقة طامية تأليف عربي أبوسنة. اخراج محمود عبدالباري و"يأكل ويشرب وينتشر" لفرقة "ولسه" مع أحد عروض العرائس..وواكب هذه العروض المسرحية معارض فن تشكيلي لابداعات المرأة والطفل والشباب للتصوير الفوتوغرافي مع فكرة أيضا طريفة ضمن المهرجان وهي وليدة أيام ثلاثة هي مدة المهرجان والمؤتمر تمثلت في انتاج ورشة فنية للشباب استمرت ثلاثة أيام وأسفرت عن مجموعة كبيرة من اللوحات المعتمدة علي مادة الورق الملون لتقديم تشكيلات فنية مدهشة وقد قام بتدريب الشباب في الورشة ناهد أمين ومعها عبلة الطماوي وأحمد سعد عبدالحميد وإيمان مجدي شاكر من موظفي إدارة الشباب. المهرجان يمثل إعادة لدور الشعب في دعم ثقافته بنفسه.وعدم الاتكاء علي دور الحكومات.. فالحكومات غالبا توجه الثقافة وجهة دعائية حسب رؤيتها السياسية. ولذا فمنذ انشاء وزارة الثقافة والوعي العام بمصر في تدهور!! عكس زمن التنوير الذي شهد عمالقة الفكر منذ الطهطاوي ومحمد عبده والبارودي وشوقي وهيكل ولطفي السيد وطه حسين والعقاد والحكيم.. حينها لم يكن هناك وزارة ثقافة.. والمهرجان هذا يحيي دور الشعب ويحرضه علي رعاية ثقافته بنفسه.. أما المؤتمر العلمي الأول لثقافة الشباب والعمال فقد نظمته الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة مسعود شومان وشهد عدة جلسات بحثية تحت عنوان "أسس الدولة المدنية" و"الشباب بين النظرية والتطبيق" و"آليات النهوض بالشباب" مع مائدة مستديرة عن "عناصر الثقافة الشعبية والشباب المصري".