تتواصل ردود الافعال حول لائحة الأندية الرياضية التي أعلنها وزير الرياضة العامري فاروق.. وهي اللائحة التي نالت قدراً كبيراً جداً من الرفض والانتقاد لأنها جردت الجمعية العمومية في كل ناد من ارادتها وفرضت عليه شروطاً معقدة في اختيارات لمجلس إدارة النادي التي يجب ان تكون بالأساس إرادة كاملة وان تساعد كل اللوائح في ترسيخ هذا المفهوم. الدكتور حسام الدين مصطفي رئيس نادي القاهرة السابق ورئيس اللجنة البارالمبية السابق ورئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة "جلوس" يأتي في مقدمة المنتقدين لهذه اللائحة لما يملكه من خبرة طويلة وعميقة سواء في إدارة الاتحادات الرياضية أو الأندية حتي وصل إلي منصبه الحالي كرئيس للاتحاد الدولي للطائرة جلوس. يقول الدكتور حسام الدين مصطفي ان اللائحة الجديدة هي اعتداء سافر علي الأندية وجمعياتها العمومية بدليل انها لم تطرح للمناقشة والدراسة من اصحاب الشأن انفسهم وهم المسئولون في الأندية.. والدليل الآخرانها خرجت عليهم مثل "القضاء المستعجل" بعد ان تعمد العامري اخفاءها وعدم طرحها للإعلام والمناقشة وظلت سرية حتي اليوم اعلانها لتصبح أمراً مفروضاً علي الجميع.. وهذا شيء لا يليق بوزير الرياضة بعد الثورة.. لانه ليس من المقبول ولا المعقول أن كل مسئول رياضي يأتينا بلائحة خاصة به.. وكأن مشاكل الرياضة المصرية اصبحت في صورة في لائحة الوزير الموجود.. وسبق ان دفع رئيس المجلس القومي للرياضة السابق حسن صقر بلائحة ال 8 سنوات في الأندية تمشياً مع المعمول به في الاتحاد الرياضية.. ورغم ان هذا البند كان مرفوضاً من الجميع لانه يتحدي إرادة الجمعية العمومية صاحبة الكلمة الأولي والأخيرة في كل ناد.. إلا ان العامري لم ينتبه لذلك وفاجأنا بلائحته الجديدة. اضاف رئيس نادي القاهرة السابق ان لائحة العامري سوف تسقط خلال سنة علي الأكثر لأنها لائحة خطيرة وغريبة وسوف تتسبب في تجريف كل الخبرات في الأندية بتلك البدعة التي جاءتنا تحت مسمي الفئات العمرية الأربع.. والتي تعني بكل بساطة ان كل الخبرات المتراكمة في الأندية سوف تذهب ادراج الرياح وسوف تعاني مجالس إدارات الأندية خاصة العملاقة منها من نقص الشديد المفاجئ في الخبرات كما ستتحول المجالس إلي ساحات معارك داخلية تعطل مسيرة العمل. كما انتقد الدكتور حسام ا لدين مصطفي رؤية وزير الرياضة وأنه شخصياً لم يستند إلي تجربته في مجلس إدارة الأهلي الذي يعد انجح مجالس إدارات الأندية في مصر وكان عضواً فيه.. وسر هذا النجاح هو في الاستقرار والحفاظ علي الخبرات والانتقال التدريجي لها والتماسك بين اعضاء المجلس.. وكيف يذهب كل ذلك دفعة واحدة لنبحث عن عناصرجديدة لا نعلم عن خبرتها شيئاً. واضاف ان غياب الرؤية وتسليم الأمر إلي مجموعة من الموظفين التقليديين في وزارة الرياضة سوف يتسبب في نكسة للأندية التي تمثل الترس الرئيسي في كيان الرياضة المصرية.. وكان الأجدر بالوزير الشاب ان ينفتح علي الموضوع بفكر متطور وحديث وليس بلائحة خانقة.. كان الأجدر به ان ينظر إلي العامل من حوله وكيف تحولت الرياضة إلي صناعة وكيف تدار خطط الإدارة بها والتي تعتمد علي فكر "البيزنس" في المقام الأول لان الصناعة تعني عمل وانتاج وإدارة اعمل وربح وتطوير مستمر لهذه الصناعة.. أما ترسيخ الهيمنة الحكومية فشيء لم يعد له وجود حتي في الدول ذات المرجعية الاشتراكية القديمة وعلي رأسها روسيا التي تقددم الآن صناعة رياضة هائلة تغزو بها العالم.. هذه التجارب موجودة أمام عيون من يريد ان يتعلم فيها ويديرها أصحاب خبرات عملاقة سواء في الدولة أو الاتحادات أو الأندية أو حتي في الكيانات الرياضية الدولية مثل اللجنة الاولمبية الدولية والبارالمبية الدولية والفيفا وكل الاتحادات الرياضية الدولية. ووصف اللائحة الجديدة للأندية بانها خطوة إلي الوراء لانه تقضي علي الخبرات في الوقت الذي تعاني فيه مصر بالأصل من قدرة الخبرات الرياضية الفاهمة والواعية والمنظورة.. واذا سقطت الأندية ماتت الرياضة المصرية كلها بسبب هذه اللائحة الخانقة والتي لا نري فيها شيئاً جديداً سوي المزيد من القيود والتحدي لأنها نابعة من رؤوس تقليدية حتي لو تجملت بفكرة ان تكون مجالس إدارات الأندية أكثر شبابية.