أتمني أن تركز وزارة الزراعة في خطتها القادمة علي المحاصيل الاستراتيجية. فالإنتاج الوفير للقمح هذا العام يؤكد أنه يمكن ان نحقق الاكتفاء الذاتي منه. لنودع وإلي الأبد استيراد أهم سلعة غذائية. أيضا نحن بحاجة الي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز. ورغم ان البعض يقول ان التوسع في زراعته يستهلك كثيرا من المياه. فإن الرد عليهم هو ان الاكتفاء الذاتي يحقق لبلادنا استقلالية قرارها. وهو هدف لا تساويه كنوز الدنيا كلها. مطلوب أيضا ان نستعيد عرش القطن الذي افتقدناه بسبب سياسات زراعية وصناعية لا تصب في صالح الوطن. وما الوضع الحرج الذي تعيشه مصانع الغزل والنسيج إلا نتيجة لتلك السياسات الخاطئة التي قضت علي القطن طويل التيلة الذي كانت تتميز به مصر. لقد كان لدينا اكتفاء ذاتي من الفول والعدس. وللأسف أصبحنا نستورد هذه الحبوب في السنوات القليلة الماضية. وهو أمر غريب حقا. فكيف ننتقل من خانة الغني الي الفقر لمجرد أن هناك مسئولا أو أكثر يريدون تجويع الشعب. فكلنا يعلم ان الغذاء الرئيسي لمعظم أبناء الوطن هو الفول المدمس والعدس. لقد عشنا زمنا نري فيه وفرة في الكنتالوب والبطيخ. وفي المقابل نعاني أزمات في رغيف الخبز وفي كافة منتجات القمح فضلا عن الفول والعدس. علي وزارة الزراعة مسئولية كبري لإعداد خطط تحقق الاكتفاء الذاتي من تلك المحاصيل الاستراتيجية. حتي يجد المواطن مأكله وملبسه دون معاناة. فمن لا يملك طعامه.. لا يملك قراره.